عبد الكريم بوعتان رفقة سعيد أوبرايم مؤسس النادي بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة أكادير، و متحف التراث الأمازيغي لنفس المدينة، نظم نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي معرضين خلال شهري ماي و يونيو. الأول معرض جماعي؛ ضم صور بعض المآثر العمرانية التي مازال الجنوب المغربي يحتفظ بها، فيما المعرض الثاني كان للفنان عبد الكريم بوعتان كخلاصة اشتغاله حول موضوع قطرات الماء. التراث... " معمار...هوية" المعرض ضم مجموعة من أعضاء النادي، قدم فيه كل منهم عصارة مشاهداته أثناء تجواله في مختلف مناطق الجنوب المغربي بحثا عن اللقطة الجميلة؛ حيث اتحاد أشعة الشمس الدافئة مع بناءات أبدعتها يد الصانع و الحرفي المغربي.صانع أطلق عليه أحد الزوار- وهو يتأمل صورة إحدى القلاع المغرية بقلعة مكونة- مهندسا معماريا تخرج من مدرسة الحياة و صقلت موهبته التجربة والإحتكاك بوسائل العمل المحلية و الأصيلة. وشكل المعرض مناسبة ليفتح متحف التراث الأمازيغي أبوابه لكل الزوار، ويعطي اهتماما أكثر للأطفال الصغار، في اليوم العالمي للمتاحف حيث يتم السعي إلى جلب عدد مهم من مرتاديها؛ اعتبارا لدورها التربوي و التثقيفي. وما كل هذا الإهتمام الكبير بالتراث، من خلال زاوية اعتبار المعمار أكبر دال على الهوية المحلية والوطنية عامة، إلا لأجل تثمينه - أي المعمار- ورد الإعتبار إليه و لفت الإنتباه إلى تقلبات الزمان التي يتعرض لها، بغية الحفاظ عليه من الإندثار، وأملا في توظيفه في السياحة الثقافية تنمية للمناطق التي تتواجد بها هذه المآثر العمرانية. حكاية قطرات. عبد الكريم بوعتان... أستاذ وفنان فوتوغرافي، يستقر حاليا بمدينة أكادير، وهو من مؤسسي نادي التصوير. من مواليد سنة 1969 بمدينة فكيك بالجنوب المغربي؛ حيث تنمو الواحات وسط رمال الصحراء، حين تعثر لها على قطرات ماء تروي تشبث سكانها و نباتها بالحياة. في هذا الوسط تربى في نفس الفنان الفوتوغرافي إحساس بأهمية الماء، وتوجس جماعي دائم من نذرته ونفاذه، الشيء الذي دفع مجتمع الواحات إلى أن يسن قوانين صارمة تنظم كيفية استعمال الماء لمختلف أغراض الحياة. هكذا رحل بنا سي عبد الكريم إلى عالم في منتهى الدقة و الصغر- قطرات الماء- من خلال مشاهد في غاية الجمال تزخر بها حياتنا اليومية ولا ينتبه إليها أحد. إنه نسج إبداعي جمع الماء و الهواء و الضوء بواسطة لوحات التقطتها عين الفنان لتدعونا إلى الإقبال على الحياة في احترام تام للإنسان و البيئة و الحياة. يشار إلى أن نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي جمعية تأسست سنة 1998 من طرف الفنان سعيد أوبرايم و مجموعة من محبي العدسة و اللقطة الجميلة، هدف أعضائها تبادل التجارب والخبرات بينهم ، من خلال تنظيم معارض وندوات وتكوينات وخرجات استكشافية. النادي عمل على استحداث المعرض العالمي للتصوير الفوتوغرافي بمدينة أكادير؛ كتقليد سعى إلى تنميته وتوسيع إشعاعه أكثر فأكثر. نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي دعا من خلال هذه المآدب الدسمة من الجمال و الإبداع إلى إعادة التفكير فيما ما يحيط بنا، والبحث عن الجمال و الإتقان في الأشياء التي توجد حولنا.