مع حلول كل موسم صيف ،حيث تزداد الحرارة بالمناطق الجبلية لإقليم اشتوكة أيت باها ،تعيش المنطقة عدة ظواهر مرتبطة أساسا بموسم الحرارة المفرطة من قبيل لسعات العقارب و لدغات الثعابين حيث نجد في غالب الأحيان مؤسساتنا الصحية ينعدم فيها المصل المضاد لتلك السموم ،كما أن غياب سيارات الإسعاف في بعض الجماعات يزيد من تعقيد الوصول الاستعجالي للمصاب إلى المستشفى ،فبأيت موسى ،عاينت الجريدة معاناة طفلة دون العاشرة من عمرها كانت قد تعرضت للسعة ،التحقت حوالي الرابعة صباحا من أحد أيام الأسبوع الماضي رفقة والدتها مشيا على الأقدام من إحدى الدواوير البعيدة بالمركز الصحي بايت موسى حيث علمنا خضوعها هناك للمراقبة الطبية و فحوصات آنية،وأمام حالتها التي ازدادت سوءا ، كان لابد من نقلها إلى قسم المستعجلات ،لكن على متن ماذا؟ سيارة الاسعاف الجماعية لسيدي ع الله البوشواري الهبة من مجلس جهة سوس ماسة درعة في واد والسائق في آخر ،ولم يكن من خيار امام الطاقم الطبي إلا الاستعانة بسيارة إسعاف مستشفى أيت باها التي انتقلت بعد طول انتظار إلى أيت موسى لإنقاذ الطفلة،كما شهدت المنطقة في السابق حالات وفاة بفعل عدم ايصالهم في الوقت المناسب الى المستشفى،كحالة طفل بخميس ايت موسى بفعل لسعة عقرب وحالة شخص بتنالت اثر لدغة ثعبان ،الامر الدي سيعاب تكراره في مغرب الالفية الثالثة. ظاهرة أخرى لا تقل أهمية ،وهي الحرائق الغابوية ،حيث شهدت المنطقة في السنة الماضية نشوب العديد منها أتى على هكتارات من الغابات لكنها لم تخلف ضحايا في الأرواح "جماعة تاركا نتوشكا ،جماعة ايت واد ريم ، جماعة تسكدلت ،إمي امقورن..." هده الظاهرة تستوجب إحداث نواة للوقاية المدنية بمركز أيت باها أو على الأقل وضع شاحنات إطفاء الحرائق بهذه المراكز و ذلك في أفق التدخل السريع و نجاعة السيطرة على الحرائق ،إذ أن بعد المسافة بين بيوكرى حيث نقطة انطلاق أطقم و معدات الوقاية المدنية إلى مناطق الحرائق يسمح بتعسير آليات التدخل و تكون بذلك المساحة المتضررة كبيرة قد تصل حتى إلى ساكنة الدواوير المجاورة للغابات و الأعمدة الكهربائية مما قد يخلف ضحايا بشرية. ظواهر إذن أرقت و لازالت ساكنة هذه المناطق ،و تستوجب إجراءات ملموسة في القريب العاجل ذرءا لمخاطرها على مواطني هذه الرقعة من الوطن.