يخوض الأسرى السابقون لحرب الوحدة الترابية اعتصاما مفتوحا قبالة مبنى البرلمان منذ يوم الثلاثاء 24 ماي 2011، احتجاجا على أسلوب التهميش والإهمال الذيبعد 25 أسرا في سجون "بوليساريو" جنود مغاربة يعتصمون أمام البرلمان طالهم بالرغم من أنهم كانوا في الصفوف الأولى دفاعا عن الوطن واعتقلوا لما "يناهز ربع قرن من الزمن في زنازين البوليساريو وسجون الاهانة والتقتيل بالجزائر"، وأضاف بيان التنسيقية الوطنية لأسرى حرب الوحدة الوطنية توصل الموقع الإلكتروني بنسخة منه، أن هذا الاعتصام يأتي كذلك بسبب عدم وفاء المسؤولين بالوعود والالتزامات التي قدموها للتنسيقية يوم 7 مارس 2011 عقب الوقفات المتعددة التي خاضتها التنسيقية أمام كل من البرلمان ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين وقدماء العسكريين. وشدد البيان، عزم التنسيقية على الاستمرار في الاعتصام المفتوح حتى تحقيق مطالبها المشروعة المتمثلة في: التعويض عن مدة الأسر قبل وبعد وقف إطلاق النار، وتمتيع الأسرى السابقون لحرب الوحدة الترابية من الحق في الترقية أسوة بالجنود في الصفوف، وضرورة الإدماج الاجتماعي للأسرى بتمتيعهم على قدم المساواة بالامتيازات الممنوحة من طرف الدولة، بالإضافة إلى إعادة الاقتطاعات المطبقة على رواتبهم طيلة مدة الأسر مع إعادة النظر في أحوال أرامل وأيتام الأسرى والمتوفون بأرض الوطن. ودعا بيان التنسيقية، إلى ضرورة فتح حوار مسؤول وواضح لتسوية أوضاع أسرى الحرب، مطالبا كل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهيئة الوسيط وكذا الجمعيات والمنظمات الحقوقية الوطنية لتبني قضيتهم. وفي سياق ذي صلة، قال لغلام أحمد أسير حرب سابق قضى 25 سنة من الأسر لدى "جبهة البوليساريو"، "رجعنا من اسر الحرب لنرتاح لكننا تعرضنا لإقصاء وتهميش كبيرين، إذ أن أبسط مستحقاتنا لم نتوصل بها، كما أن تاريخنا وتضحياتنا حرمنا منها فالمدة التي قضيتها في الأسر لم يسجلوها في الدفتر العسكري الخاص بي"، مضيفا في تصريح للموقع الإلكتروني، أن أسرى حرب الوحدة الترابية يعيشون وضعية مزرية رغم أنهم أفنوا زهرة عمرهم في الأسر نتيجة دفاعهم عن وطنهم. وأضاف المتحدث ذاته، والدموع تنهمر من عيونه، "لقد أسرت وعمري 23 سنة وعدت إلى المغرب وعمري 51 سنة فوجدت نفسي بدون عملبعد 25 أسرا في سجون "بوليساريو" جنود مغاربة يعتصمون أمام البرلمان ولا بيت ولا أسرة ولا مستقبل"، مضيفا أن هذه الحالة تنطبق على كل أسرى الحرب الحاضرين في هذا الاعتصام. وطالب لغلام، بضرورة رد الاعتبار والاعتراف بالأسر في سبيل الوطن وإعادة كل حقوق أسرى الحرب التي تم تضييعها في فترة الأسر، مشيرا إلى أن "الوضعية التي نحن فيها يندى لها الجبين لا تختلف عما عشناه في الأسر الذي كنا نعامل خلاله كالعبيد ونقوم بجميع المهام والأعمال الشاقة يوميا". وأبرز المصدر ذاته، أنه "منذ جئنا من الأسر ونحن نتلقى في الوعود ولكن دون أي عمل على أرض الواقع"، مضيفا أن "المسؤولون يعترفون بهذه الحقوق ويقولون لنا أن ذلك حقكم وسوف نعمل على تمكينكم من كافة حقوقكم ولكن مازلنا لم نرى أي شيء على أرض الواقع".