الرضيعة غيثة تخلت عصابة، مساء يوم الأربعاء الماضي، بمحطة القطار بفاس، وفي ظروف غامضة، عن رضيعة كانت اختطفتها بالقوة وتحت التهديد بالأسلحة البيضاء، من أمها يومين قبل ذلك وهي العملية التي نفذها ثلاثة أشخاص بالشارع العام حين كانت أم الضحية تهم بركوب سيارتها المركونة أمام منزل عائلتها بحي زواغة الشعبي. وجرى العثور على الطفلة المختطفة غيثة (ج)، البالغة من العمر سنة ونصف السنة، من طرف عناصر الأمن الخاص برصيف المسافرين بمحطة القطار بفاس، وهي في حالة مزرية من شدة البكاء والهلع الذي أصابها، بعد أن قضت يومين كاملين في "ضيافة" أشخاص غرباء، ليجري تسليمها لمدير محطة القطار، الذي بادر إلى إخبار عناصر الشرطة بفاس بوجود طفلة متخلى عنها، جرى العثور عليها بأحد أرصفة المحطة. وعلى إثر ذلك، انتقلت، على الفور، عناصر الشرطة إلى عين المكان للتحري في شأن الطفلة المتخلى عنها بالمحطة، لتتأكد أن الأمر يتعلق بالطفلة المختطفة غيثة، التي كان والداها أبلغا عن اختطافها بتسجيل شكاية لدى المصالح الأمنية والقضائية لمدينة فاس مع تمكين المصالح ذاتها من صورتها الشمسية لتسهيل مأمورية البحث عنها. وفي اتصال هاتفي ب"المغربية" بأحد أقارب الطفلة المختطفة أكد خبر رجوعها إلى حضن أسرتها سالمة معافاة دون أن تصب بأي مكروه، وأقر أنه لم يجر التعرف على الجناة ولا أسباب إقدامهم على ارتكاب هذا الفعل، في حين استبعد أن يكون تدبير عملية الاختطاف ناتجا عن نزاع عائلي. وأضاف قريب العائلة بأنه يجهل ما إذا كانت عملية الاختطاف بدافع انتقامي أو فعل إجرامي لأسباب مجهولة، وتكون مرتبطة بأعمال السحر والشعوذة، وخاصة أن المختطفين لم يتصلوا بعائلة الطفلة للمطالبة بفدية أو لتبرير عملية الاختطاف. وكانت عملية اختطاف الطفلة غيثة جرت على طريقة الأفلام الهوليوودية، حين هاجم ثلاثة أشخاص الأم شاهرين في وجهها الأسلحة البيضاء مع تهديدها بالقتل إن هي أبدت أي مقاومة، وانتزعوا منها ابنتها ليركبوا سيارة خفيفة ولاذوا بالفرار بسرعة جنونية. ورغم محاولة الجيران مطاردتهم على طول الشارع الرئيسي بحي زواغة، إلا أن المختطفين تمكنوا من التواري عن الأنظار وسط زحمة السيارات، حين سلكوا الشارع المؤدي إلى وسط مدينة فاس. وأدى حادث اختطاف الطفلة الرضيعة إلى حالة من الهلع انتابت آباء وأولياء الأطفال بحي زواغة وبنسودة المجاورله، خوفا على فلذات أكبادهم من أن يلقوا المصير نفسه، خاصة بعد أن تناقل المواطنون في ما بينهم خبر فشل عملية اختطاف أخرى استهدفت طفلا بحي زواغة في اليوم الموالي لتنفيذ عملية اختطاف الطفلة غيثة. هذا، وأكد مصدر أمني تابع لولاية الأمن بفاس ل"المغربية" أن التحريات تجري على قدم وساق لفك لغز هذا الحادث، والوصول إلى مرتكبي هذا الفعل الإجرامي الشنيع، وأكد المصدر الأمني ذاته أن هذا الفعل الإجرامي يبقى معزولا، ولم تسجل أي محاولة لاختطاف طفل آخر، كما جرى الترويج لذلك بين السكان بحي زواغة بفاس.