ردد العشرات من المواطنين، في وقفة احتجاجية دعا إليها شباب من حركة 20 فبراير بأحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس، مساء أول أمس الثلاثاء، شعارات تدين السياسة الأمنية بالمدينة، وذلك على خلفية «اختطاف» رضيعة لا يتجاوز عمرها 20 شهرا من قبل مجهولين كانوا على متن سيارة. وطالب المحتجون بالإسراع بإنقاذ حياة الرضيعة «غيثة جبران»، التي قالت عائلتها ل«المساء» إنها تعرضت مساء يوم الاثنين لعملية اختطاف من بين يدي أمها من قبل مجهولين بالقرب من منزل عائلة الأم بحي زواغة، وذلك تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض. ورفع المحتجون لافتات تعبر عن تضامن حركة 20 فبراير مع عائلة هذه الرضيعة. وقالوا في لافتات أخرى إن السلطات قهرتهم بفواتير الماء والكهرباء المرتفعة، في وقت لا يتعرض اللصوص للاعتقال. وتحدث شعار آخر عن محنة فقراء المدينة مع المجرمين الذين يتجولون في أحيائها أحرارا دون أن يطالهم الاعتقال. وقال هشام الهواري، أحد المحتجين، في كلمة أثناء هذه الوقفة الاحتجاجية، إن حي زواغة، الذي يقدم على أنه من قلاع العمدة شباط يعاني من نقص حاد في رجال الأمن المكلفين بمراقبة المرور والسهر على أمن المواطنين. واستعرضت لافتة للمحتجين وقوع ثلاث جرائم قتل واختطاف في هذا الحي في شهر واحد. وخلف حادث اختطاف هذه الرضيعة هلعا في أوساط ساكنة هذا الحي، وقال أحدهم ل«المساء» إن مجهولين حاولوا أن يختطفوا أحد أطفاله صباح أول أمس. وحكت عائلة الرضيعة المختطفة أن السلطات (الأمنية والإدارية) كثفت من تحرياتها للوصول إلى منفذي العملية، وإنقاذ الرضيعة التي لا زال يجهل أي شيء عن مصيرها بعدما عمد المختطفون إلى مغادرة المكان الذي نفذوا فيه عمليتهم بسرعة قصوى في اتجاه مجهول، دون أن يعمد هؤلاء إلى الاتصال بأفراد العائلة للمطالبة بأي فدية أو إخبارهم بدوافع الاختطاف أو أي مطالب أخرى. ويجهل ما إذا كانت للعملية أي علاقة بأي عداوة أو تصفية حسابات، أو دوافع مرتبطة بأعمال السحر والشعوذة، فيما يرتقب أن تكشف التحقيقات التي تجري حول عملية الاختفاء عن ملابسات هذه الجريمة التي لم يتردد جل ساكنة الحي في وصفها بالبشعة.