يواصل شباب تجمع حاملي الشهادات المعطلين باشتوكة أيت باها ، تصعيدهم النضالي ، باعتصام مفتوح أمام مقر عمالة الإقليم إلى حين الاستجابة لمطلبهم الوحيد المتمثل في التوظيف المباشر في الوظيفة العمومية . ومع توالي أيام الاعتصام ، تصير الأشكال النضالية نوعية وغير مسبوقة ومتجددة ، لكنها تلتقي في الصورة الحضارية والسلمية ، وتجسد عمق الوعي والتبصر الذي يستحضره هؤلاء الشباب الذين لاتزيدهم حرارة الشمس الحارقة التي تلفح وجوههم صباح ومساء كل يوم وتتضور أمعائهم جوعا في سبيل إيصال الرسالة ، إلى الآذان التي آن الأوان لها أن تمحو تمظهرات الصمم عنها وتشيح النظر إلى تلك الطاقات الشبابية الواعدة التي تأبى إلا أن تحصل على فرصتها للمساهمة في بناء حاضر مشرق وغد واعد للوطن . وتمكن منظموا الاعتصام المفتوح من تثبيت الوجه الحضاري لهذه الحركة الاحتجاجية ، لاسيما ما يرتبط بالملاحم التي يصنعونها يوميا بمسيراتهم التي تجوب شوارع مدينة بيوكرى ، رافعين شعارات صارخة وتحدد خطوط الطول والعرض لملف خطط له مسبقا أن يبقى ذا بعد اجتماعي صرف ومازال يحمل الصبغة ذاتها . ومنذ الساعة العاشرة صباحا إلى غاية السادسة من مساء كل يوم، يتواصل الإبداع النضالي لهؤلاء الشباب الذين يمتازون بالانسجام التام والعض بالنواجذ على نظام داخلي يحكم علاقاتهم ومبادراتهم، وهم ينطقون بصوت واحد: نحن أيضا أبناء هذا البلد. لنتابع بالصوت والصورة ..