ملحمة نضالية مشهودة ، تلك التي أقامها " تجمع حاملي الشهادات المعطلين بإقليم اشتوكة أيت باها " ، طيلة مساء اليوم بمدينة بيوكرى . جميع فروع التجمع حضرت، والتقت أمام مقر عمالة الإقليم، إناثا وذكورا، يوحدهم هدف واحد وإن تعددت صيغ الاحتجاج للمطالبة بتحققه. لم يكن أحد ، لا من الرأي العام ، ولا مسؤولي أجهزة الأمن والسلطة ، يعلمون علم اليقين أن هؤلاء الشباب سيمرون فعلا إلى السرعة الثانية في حركتهم الاحتجاجية . حشدوا كل أشكال الدعم والمؤازرة ، حيث حضرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وواكبت هذا الاحتجاج السلمي ، وسجلت جمعيات ثقافية أمازيغية حضورها اللافت ، كما لم تخلف الصحافة هذا الموعد ذي الأهمية البالغة . سرعان ما تحولت الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة صامتة ، انطلقت من أمام العمالة ، لتعبر شارع الحسن الثاني ، وتتوقف أمام وكالة التشغيل والكفاءات ، هناك حيث سيشع " رمزيا " جسد عباس الفاسي ، لتنطلق المسيرة التي وضع خلالها الشباب المشارك كمامات على أفواههم نحو الساحة المقابلة لباشوية المدينة . وسنترك للصور فرصة التعبير الحقيقي عن أهمية اللحظة إكتشاف إبداع الشباب في تجسيد الأشكال الراقية والحضارية من النضال المستميت حتى إيصال الرسالة ، وبالفعل تمكن هؤلاء من بعث الإشارات القوية .