ثلاث لاءات كبرى يواصل " تجمع حاملي الشهادات المعطلين بإقليم اشتوكة أيت باها " إشهارها في وجه الدولة . فمن خلال " لا للمباراة، لا لنظام للتعاقد، لا للقطاع الخاص " يعزز قوة مطلبه الاجتماعي الوحيد: الحق في التوظيف المباشر بالوظيفة العمومية. ويستعد شباب وشابات هذا التجمع ، للانخراط ، خلال الأيام القادمة ، في أشكال تصعيدية غير مسبوقة ، بيد أنها تلتقي في تطويع سائر الأساليب القانونية والشرعية لإسماع صوتهم ، وانتزاعهم حقهم الذي ما زالت آذان السلطات الإقليمية تصر على الصم إزائه . ويتعزز موقع هذه الحركة النضالية، والتي تستمد توهجها من شهامة شبابها المفعم بالحماسة والصمود والالتفاف حول المطلب الموحد، والإشعاع المستمر لفروع هذا التجمع الذي أضحت تغطيته تشمل كل دوائر إقليم اشتوكة أيت باها ، يتعزز من خلال مواصلة التعبئة في صفوف الشباب المعطل بالمنطقة ، وإقامة اللقاءات التواصلية التي يشكل فيها العنصر الأنثوي من معطلات الإقليم ، نقطة جد ملفتة وتمنح للتجمع كل الإمكانيات لفرض موقعه داخل معادلة النضال المستمر على أكثر من واجهة بالإقليم . ففي أقل من شهرين ، عمر هذا التجمع ، تمكن مناضلوه من اجتياز السرعة الأولى في درجة النضال ، وكان المسار ، رغم التضييق والطوق الأمني ، ناجحا ، لا لشيء إلا لأنه كان بريئا وواضحا في الأهداف ، وهو المعطى الذي كان وراء سيل من عرائض التضامن وبيانات المساندة التي توصل بها هذا التجمع من لدن هيئات من المجتمع المدني التي آمنت بنبل القضية وصفاء نية أصحابها من شباب وشابات المنطقة . ورغم أن السلطات كانت تشهر في وجه شباب هذا التجمع ، بلاغ الحكومة المشؤوم ، وتتذرع بغياب المناصب المحلية ، فإن ذلك لم يكن سوى سببا آخر لإضافة جرعات نضالية أكثر وقعا في شرايين هؤلاء الشباب الشرفاء وهو ما ستأتي الأيام القادمة على تنزيله كواقع ورد فعل حضاري . ليس في أجندتهم ، بالمطلق، فكرا تخريبيا أو انتقاميا لسوء أوضاعهم وتجاهل مطالبهم المشروعة ، بل إنهم لن يستنكفوا عن مواصلة النضال عبر كل القنوات السلمية والحقوقية والإعلامية المتاحة ، فهم ليسوا ، في الأخير ، سوى أبناء بررة لهذا البلد العزيز .