الصورة:معطل يصب البنزين على نفسه وقائد الوقاية المدنية يتدخل لمنعه من اضرام النار أثبت مناضلوا تجمع حاملي الشهادات المعطلين بإقليم اشتوكة أيت باها ، صباح امس، وبما لا يدع مجالا للشك ، أن جرعات الإصرار السيزيفي على الاستماتة والدفاع عن مطلبهم الوحيد المتمثل في الحق في الشغل ، هي جرعات على قدر كبير من القوة والفعالية، فالتصعيد الذي انخرطوا فيه منذ مدة بلغ اليوم إحدى مظاهر أوجه ، بالعملية غير المسبوقة التي قاموا بتنفيذها أمام مقر عمالة الإقليم ، حيث شاهد الجميع ، حقوقيون وجماهير محتشدة وسلطات أمنية ، تفاصيل أخطر حركة احتجاجية شبابية تحمل رسالة مفادها أن السيل بلغ بهؤلاء مداه ، وأن الكيل قد طفح ، وأن سياسة جبر الخواطر لا تنفع معهم ولا منفذ لها إلى أفئدتهم ، التي حولتها سياسات التسويف والحكَرة والإقصاء الممنهجة في حقهم من لدن الجهات المسؤولة ، إلى أجساد مستعدة للتضحية في أي وقت، ليس بهدف الاعتداء على الممتلكات ولا على النظام العام ، ولا على الغير ، بل لأجل ما يؤمنون به وما يطالبون به ، والذي اتفق الجميع على أن له الصبغة الشرعية الكونية . محاولة إضرام النار على أجسادهم أمام أعين المسؤولين ، تحمل خطابا واضحا : إذا ما فشلت المحاولة اليوم ، فإن القادم أخطر ولا يمكن لأحد أن يحمد عواقبه . ولولا تدخل عناصر من الوقاية المدنية ، لكانت الكارثة التي لم يكن يتمنى وقوعها أحد ، وهي الكارثة التي ستبقى وصمة عار أبدية في وجه الدولة بكل مكوناتها المجتمعية والتدبيرية . مثلما حولوا دورة المجلس البلدي لبيوكرى إلى حدث لإثبات الوجود وتهييج المستضعفين ، فإنهم كادوا يربكون اجتماعا تواصليا حضره المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالقاعة الكبرى للعمالة ، حيث كانوا يرفعون واحدا من الشعارات ضد المسؤول ذاته : الكثيري سير بحالك ، المقاومة ماشي ديالك . محاولة إحراق الذات ، التي أجهضتها أجهزة المطافئ ، لم تسلم من تداعيات جانبية ، حيث نقل إثنان من مناضلي التجمع تسرب البنزين إلى عينيهما ، على وجه الاستعجال إلى المستشفى الإقليمي ، تلقوا هناك إسعافات أولية وخرجوا ليلتحقوا بعدها برفاقهم الذين واصلوا برنامجهم النضالي بمسيرة نحو مقر الأمن الوطني بالمدينة ، قبل أن يعيدوها نحو العمالة حاملين صفارات ، في صفوف منسجمة وبإرادة نحو إيصال الرسالة . هؤلاء الشباب يتوعدون المسؤولين عن وضعهم غير السليم ، بمزيد من التصعيد ، في الأيام القادمة ، من خلال نهج أشكال نضالية الله وحده وهؤلاء لديهم تفاصيلها .