سعيا منها لمواصلة الدرب النضالي و الاستماتة في الدفاع عن مبادئها، و تماشيا مع الخط النضالي للحركة الأمازيغية في ربوع تمازغا، و وعيا منها بقضايا الشعوب التواقة إلى التحرر و الانعتاق. نظمت جمعية تيماتارين في قلب أشتوكن أياما ثقافية إشعاعية تنويرية أيام 27، 28 و 29 يناير 2011 بالمركب الثقافي الرايس سعيد أشتوك ببيوكرى بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2961 و كتكريم لروح الفنان و المناضل مبارك أولعربي "نبا" الذي قضى نحبه في بغتة من ترقب الكل لمستجدات الساحة الأمازيغية. و بعد أن انبجس النشاط في ظروف تنعدم فيها أدنى الشروط الضرورية للنشيط الثقافي و الاجتماعي إذ أصبح العمل الثقافي بالمنطقة رهينا بحسابات سياسوية ضيقة و الكيل بمكيالين، علاوة عن محولة الاستوصاء و بالنضال الأمازيغي و انغلاق جميع السبل الكفيلة بجعل النشاط يرقى إلى مبتغى امدوكال. بيد أن النشاط مر في أجاء نضالية حماسية حيث افتتح بأروقة في مدخل المركب الثقافي توزع بين رواق للصور الفوتوغرافية تؤرخ للذاكرة الجماعية للمنطقة و التي طالتها أيادي الدمار قصد طمس الهوية الحقيقية لأشتوكن في إطار السياسة البربرية القديمة الجديدة، و كذا رواق للكتاب الأمازيغي و رواق عرضت فيها المنتوجات الأمازيغية ذات الطابع الثقافي-الرمزي كما تم تخصيص رواق للفنان الأمازيغي "نبا" قائد مجموعة صاغرو باند، و إجمالا خصصت الفترة الصباحية من اليوم الأول لاستقبال الفعاليات الأمازيغية و الوافدين على الأروقة. في الفترة المسائية كان الحاضرون في موعد مع جلسة نظرية فكرية أطرها الاستاد المحاضر محمد العابد و موضعها في السنة الأمازيغية كمحطة نضالية تاريخية لتجديد الوعي بالدات الأمازيغية، حيث ابتدئها المحاضر بالحديث عن السياق التاريخي للاحتفال بالسنة الأمازيغية، تم انتقل للحديث في الموضوع الرئيسي للندوة إذ جزئه الى أربع محاور رئيسية : ففي ما يخص السياق التاريخي فان السنة الأمازيغية تعود إلى 950 سنة ق.م حيث يقترن هدا الحدث التاريخي بانتصار ايمازيغن بقيادة الملك شيشونغ على الفراعنة، و بهدا يكون التقويم الأمازيغي غير مرتبط بحدث ديني عكس التقويمين الهجري و الميلادي، أما بالنسبة للعادات و التقاليد المرتبطة ب "أسكاس أمازيغ" فالبرغم من اختلافها و تباينها حسب المناطق يبقى ارتباطها بالمحصول الزراعي قاسمها المشترك ما يبين شدة الارتباط بالأرض، و حاليا تطال هده الاحتفالات حتي الناطقين بالعامية المغربية ما يؤكد حقيقة تغريبهم و محاولة سلب هويتهم. و تتعدد الدلالات و الأبعاد التي يكتسيها "ءيض ن يناير"، فهو انعكاس للتضحيات التي قدمها الأجداد من أجل رد الاعتبار للذات الأمازيغية، كما تكتسي المناسبة كذلك بعد قيميا اذ تخلد للتعايش الأزلي بأرض شمال إفريقيا، و في الأخير أكد الأستاذ المحاضر على كون رأس السنة الأمازيغية محطة تاريخية نؤكد من خلالها وعينا بدواتنا و نفند كل الأطروحات و الأساطير المؤسسة لتاريخ مختزل و مقزم اقترن بتصفية الحسابات العائلية و الفرار من بطش الإخوة ! كما دعى مختلف التنظيمات الأمازيغية الى توحيد الجهود و المضي قدما نحو تحقيق المطالب العادلة و المشروعة للحركة الأمازيغية كمدخل للنضال من أجل قضية شعب شهد له بالمقاومة على مر التاريخ، ما ترجمه مولود معمري في قولته المأثورة: "الثقافة الأمازيغية: ثقافة مقاومة و صمود" في اليوم الثاني استهلت الأنشطة بالمعرض الموازي في الفترة الصباحية، أما في ما يتعلق بالفترة المسائية نظمت مجموعة من الورشات لفائدة تلاميذ الثانويات التأهيلية بالمدينة، أطرها قدماء الحركة التلاميدية الأمازيغية بأشتوكن (أوبها ابراهيم، سفيان بوحسين، أوبركا أحمد..)، و صب اهتمام هده الورشات كلها في مجالات متنوعة كاللسانيات و التنمية الذاتية، كما صاحبتها فقرات توجيهية.. بالنسبة لليوم الثالث فقد تواصلت فيه فعاليات المعرض إلى حدود نهاية الفترة الصباحية، أما الفترة المسائية فقد خصصت للأمسية الفنية كختام لفعاليات الأيام الثقافية التي كانت ملتزمة بامتياز، اذ ابتدأت بإلقاء كلمة الجمعية و عرض مجموعة من القصائد الشعرية الملتزمة من طرف بعض طلبة مسلك الدراسات الأمازيغية و مناضلي الحركة التلاميدية الأمازيغية، مع تنشيط للفكاهي أملاي و فقرات موسيقية أعيدت فيها خالدات الرايس سعيد أشتوك، ليتم الاختتام بتوزيع بعض الجوائز التشجيعية و الشهادات التقديرية.