تزخر مدينة الصويرة، التي تعتبر ملاذا للهدوء والاصطياف على مشارف المحيط الأطلسي وصرحا دوليا متميزا يعنى بالسياحة الثقافية والبيئة المسؤولة، بمؤهلات غنية ومتنوعة تبشر بمستقبل واعد لهذه المدينة. وإذا كانت الصويرة تستفيد من موقعها الجغرافي بالقرب من قطبين رئيسيين للسياحة الوطنية، فإن المدينة تتوفر كذلك على مؤهلات جوهرية تمكنها من أن تشكل وجهة ذات نشاط سياحي متعدد الأوجه يضم، في الآن ذاته، الثقافي والديني والقروي والساحلي وإعلانات لممارسة الرياضات البحرية المائية، وذلك بفضل واجهة بحرية تمتد على طول 150 كلم، وكذا فضاء غابوي تقدر مساحته بحوالي 275 ألفا و371 هكتار. إن توفر الصويرة على بنيات تحتية مناسبة في مجال النقل (طريق سريع، ومطار دولي مجهز معدات متطورة من حيث الراحة والسلامة والتدفق السلس)، وربط المدينة بالأسواق الأوروبية الرئيسية والمركز الدولي لمدينة الدارالبيضاء، يضع هذه الوجهة في موقع مرموق. وعلى الصعيد التاريخي والحضاري، تزخر مدينة الصويرة وأرخبيلها "موكادور" بتاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، كما تشهد على ذلك مجموعة من المعالم التاريخية ذات القيمة المعمارية العظيمة. كما تعرف مدينة الصويرة تواجد العديد من الطرق الصوفية (حمادشة، عيساوة، القادرية، كناوة … إلخ)، فضلا عن فضاءات العبادة للمسلمين واليهود والمسيحيين، تم بناؤها جنبا إلى جنب جنبا إلى جنب في تعايش تام، مما يعزز من شهرة المدينة كأرض للتعايش والعيش المشترك. وليس من قبيل الصدفة رؤية مدينة الصويرة، التي تستفيد من كل هذه المؤهلات، وهي تؤسس نهضتها منذ ما يقرب من ثلاثين سنة، بالاعتماد على الثقافة والفنون كمحرك لدينامية تنميتها السوسيو-اقتصادية، إذ تشهد المدينة كل سنة لقاءات فكرية كبرى في مجالات مختلفة. وقال رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بالصويرة، رضوان خان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصويرة تتوفر على كل المؤهلات لإدراج ديناميتها السياحية في منطق الاستدامة والتطور الهائل، مبرزا الجهود الحثيثة المبذولة من طرف السلطات الإقليمية والفاعلي العمومين والخواص في القطاع من حيث التميز والمهنية، والمنتخبين ومجتمع مدني ديناميكي لدعم المدينة وتعزيز إشعاعها على الصعيد الدولي. وأضاف "لقد شهدت وجهتنا قفزة سياحية استثنائية خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية، بزيادة بلغت 8 في المئة من حيث عدد الليالي السياحية، و9 في المئة من حيث عدد الوافدين. ويرجع ذلك إلى سمعة الصويرة التي لا تزال تجذب السياح من أماكن أخرى"، مبرزا الجهود الكبيرة المبذولة على مستوى التنشيط الثقافي والفني بالمدينة، من خلال برمجة العديد من الأحداث وتعزيز وتنظيم أنشطة على مستوى الشاطئ، وإطلاق حملة تواصل واسعة النطاق. وأشار إلى أن الوقت قد حان للعمل سويا من أجل تعزيز وجهة الصويرة مقارنة بالأسواق السياحية الأخرى ذات المؤهلات الكبرى، عبر الاستفادة من فتح خطوط جوية جديدة من قبل شركة الخطوط الملكية المغربية، خاصة بالنسبة للسوق الأمريكية (بوسطن، ميامي، شيكاغو، نيويورك) والأسواق الآسيوية، منوها بإعادة فتح ثلاث خطوط جوية تربط بروكسل ولندن ومرسيليا بمدينة الصويرة عند متم شهر أكتوبر المقبل. وبدوره، أبرز المندوب الإقليمي للسياحة بالصويرة، محسن الشافعي العلوي، أن هذه المدينة تزخر بمؤهلات هائلة ثقافية وطبيعية لا تزال غير مستغلة، والتي ستسمح مستقبلا بإعادة تموقع هذه الوجهة بشكل أفضل وتعزيز جاذبيتها، مشيرا على سبيل المثال إلى الفرص المتاحة في مجال السياحة القروية والطبيعية، لاسيما مع الطلب المتزايد على منتج الرحلات والجولات في ضواحي الصويرة، وهي مناطق ذات مناظر طبيعية خلابة تجمع بين الغابات والشواطئ والجبال. وأوضح أن هذه السياحة القروية والطبيعية تحظى بإقبال كبير بين السياح من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هناك حوالي 42 وكالة تعمل على برمجة أنشطة على مستوى تراب الإقليم، من بينها 21 تعمل من مراكش و9 في الصويرة و5 في أكادير. كما أبرز السيد الشافعي العلوي أهمية البرنامج التكميلي لإعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة بالصويرة في تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة ودعم موقعها الثقافي، موضحا أنه في إطار هذا الورش الملكي ستتم تهيئة ثلاث مسارات سياحية داخل المدينة العتيقة، من أجل تمكين السياح من اكتشاف أفضل لهذا التراث العريق الذي يعد مفخرة للمغرب والذي أعلنته اليونسكو تراثا عالميا للإنسانية منذ سنة 2001. ومن بين المشاريع الواعدة التي تهدف إلى ضخ دينامية جديدة في قطاع السياحة بالصويرة، يتم إنشاء مركز لعرض التراث الحضاري والمعماري والحرفي للمدينة العتيقة، والإضاءة الليلية الدينامية لمباني ومآثر مدينة "الصويرة باي نايت"، والتثمين السياحي لساحة مولاي الحسن (الإضاءة الفنية التفاعلية)، وتثبيت لافتات تشوير سياحية وأكشاك للمعلومات السياحية. إن الصويرة والمناطق المحيطة بها تتوفر على مؤهلات كبيرة ومتنوعة، مما سيتيح مستقبلا إنشاء قطب سياحي حقيقي حيث تشكل المنتجات الثقافية والتاريخية والمعمارية، القروية والطبيعية، والساحلية والبيئية والرياضية، قاعدة للسياحة الدائمة والمستدامة، وذلك لفائدة سكان المدينة وزوارها ممن يبحثون عن التنوع الذي لا يمكن العثور عليه في أي مكان آخر.