تعرف مدينة الصويرة خلال شهر غشت الجاري إقبالا سياحيا غير مسبوق، حيث تعيش مختلف الساحات والمؤسسات السياحية والمقاهي والشواطئ والمنتزهات إقبالا متزايدا من قبل السياح المغاربة والأجانب من مختلف الجنسيات الذين فضلوا الاستمتاع بجمال وسحر مدينة الصويرة. وقد انعكس هذا النشاط السياحي المتزايد الذي فاق كل التوقعات إيجابا على المدينة والمنعشين السياحين خصوصا أصحاب الفنادق والمطاعم ودور الضيافة. وأكد المندوب الإقليمي للسياحة بالصويرة، محسن الشافعي العلوي، أن المدينة تشهد خلال هذه الفترة تدفقا غير مسبوق للسياح مما يساهم في انتعاش مداخيل المؤسسات السياحية ودور الضيافة والوحدات الفندقية والمقاهي والمطاعم. وذكر الشافعي علوي أنه تم إلى متم الأسبوع الأخير (18 24 غشت الجاري) تسجيل إقبال قياسي بفضل توافد السياح المغاربة الذي مثلوا حوالي 40 في المائة من نسبة السياح الوافدين على المدينة، إضافة إلى السياح الفرنسيين والبريطانيين والألمان والإيطاليين والإسبان»، مضيفا أن وجهة الصويرة تسجل حاليا نسب ملء للمؤسسات السياحية المصنفة تتراوح ما بين 90 في المائة و100 في المائة في بعض الحالات. وعزا هذا التدفق السياحي الهام إلى مجموعة من العوامل من بينها المناخ المعتدل بالمدينة الذي لا يتجاوز 25 درجة مئوية، وجاذبية المدينة العتيقة للصويرة المصنفة كتراث عالمي والتي تحتوي على إرث هندسي ومعماري فريد من نوعه يجسد غنى وماضي الحضارات المتعاقبة على المدينة، إضافة إلى المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها والتي تتيح ممارسة الرياضات المائية بمختلف اصنافها حيث يعتبر شاطئ سيدي كاوكي ومولاي بوزرقطون محطات توفر الشروط المطلوبة لممارسة هذه الرياضة كقوة الرياح وانتظامها وهو ما أكسبها شهرة عالمية. وأضاف المسؤول أن مدينة الصويرة تزخر أيضا بمواقعها الطبيعية التي تجعل منها منطقة سياحية بعروض متنوعة، مشيرا إلى أنه في اتجاه الشمال نجد منطقة الشياظمة التي تجمع بين الواحات والأشجار والسهوب الرملية، بينما في اتجاه الجنوب توجد منطقة حاحا التي تعد منطقة جبلية تجمع بين البحر وغابات الأركان والعرعار، مما يجعل المنطقة وجهة تستجيب لرغبات وتطلعات السياح بمختلف شرائحهم. وأفادت معطيات للمندوبية الإقليمية للسياحة بالصويرة، بأن المدينة عرفت خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2014 زيادة في عدد ليالي المبيت المصرح بها بنسبة بلغت 8 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث انتقلت من 211 ألف و256 ليلة مبيت إلى 228 ألف و28 ليلة مبيت، بنسبة ارتفاع في عدد الوافدين بلغت 11 في المائة. وذكرت المعطيات ذاتها بأن غالبية مؤسسات الإيواء المصنفة بالمدينة سجلت ارتفاعا في عدد ليالي المبيت بنسبة 6 في المائة بالنسبة للفنادق من فئة 4 و 5 نجوم، 9 في المائة بالنسبة لدور الضيافة و 15 في المائة بالنسبة للفنادق من فئة 2 نجوم. ويعزى هذا الارتفاع ، حسب المصدر ذاته، إلى ارتفاع عدد ليالي المبيت المسجلة من طرف أبرز الأسواق المصدرة للسياح خصوصا السوق الفرنسي الذي عرف تزايدا بنسبة 4 في المائة، والسوق الانجليزي الذي ارتفع بنسبة 13 في المائة، والسوق الألماني (بنسبة 12 في المائة،) والسوق الإسباني (بنسبة 18 في المائة) والسوق الايطالي (بنسبة بلغت 16 في المائة). واعتبر عدد من المهنيين والفاعلين في القطاع السياحي بمدينة الصويرة أن المدينة تتموقع كوجهة سياحية متميزة بالجهة ، مؤكدين على ضرورة النهوض بهذه الوجهة بشكل ذكي.