حقق قطاع السياحة، الذي يعد المحرك الرئيسي لاقتصاد مدينة الصويرة خلال سنة 2013، انتعاشة قوية يعكسها ارتفاع مؤشر عدد ليالي المبيت، وانطلق خلال السنة الجارية على إيقاع مؤشرات واعدة. وحسب المندوبية الإقليمية للسياحة بالصويرة فقد عرفت الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية تطورا بنسبة 12 في المائة في عدد ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة التي بلغت 147 ألف و543 ليلة، مقابل 131 ألف و375 ليلة سياحية خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، بزيادة تعزى إلى النتائج المرضية التي سجلت من قبل السياح غير المقيمين (زائد 16 في المائة)، خصوصا السوق الألمانية بزيادة بلغت نسبتها 18 في المائة، والإيطالية (زائد 15 في المائة)، والإسبانية (زائد 12 في المائة)، والفرنسية (زائد 11 في المائة) والانجليزية (زائد 4 في المائة). وهذا التطور ليس عدديا فقط بل نوعي أيضا ما دامت الفنادق المصنفة من خمسة نجوم ودور الضيافة، الأصناف المهمة للإيواء السياحي، استحوذت على 60 في المائة من عدد السياح الوافدين، وعلى 67 في المائة من مجموع ليالي المبيت المسجلة بالصويرة خلال هذه الفترة. وتندرج هذه الأرقام في إطار التوجه التصاعدي الذي يعكس التنمية السياحية المستدامة، والذي مكن هذه المدينة الساحلية الصغيرة من احتلال المرتبة السابعة من بين الوجهات السياحية المهمة بالمملكة ب472 ألف و35 ليلة مبيت خلال سنة 2013 وذلك وراء الأقطاب السياحية الوطنية الكبرى مثل مراكش وأكادير والدار البيضاء وطنجة وفاس والرباط التي تتوفر على بنية تحتية جد مهمة. وهكذا، عرفت مدينة الصويرة تطورا استثنائيا خلال العقد الأخير، حيث تضاعف عدد ليالي المبيت ثلاث مرات ما بين 2001 (144 ألف و939) و2013 (472 ألف و35) بمعدل نمو سنوي قدره 21ر17 في المائة. وبالإضافة إلى ذلك فقد شهدت مدينة الصويرة، خلال سنة 2013، تطورا بنسبة 18 في المائة، في عدد ليالي المبيت المصرح بها، مقارنة مع سنة 2012، وهو تطور يرجع، بالأساس، إلى ارتفاع عدد ليالي المبيت المحققة من طرف الأسواق المصدرة للسياح، وقد سجلت الحصة الكبيرة من عدد ليالي المبيت بالفنادق المصنفة من فئة خمسة نجوم، بنسبة 38 في المائة، متبوعة بدور الضيافة التي سجلت بها 27 في المائة من مجموع الليالي. ويهيمن على وجهة الصويرة السياحة الدولية، التي تمثل 80 في المائة من عدد ليالي المبيت، وتشكل فرنسا السوق المصدر الأول للسياح لهذه الوجهة بنسبة 34 في المائة من عدد ليالي المبيت المحققة، متبوعة بالمملكة المتحدة بنسبة 10 في المائة، وألمانيا ب8 في المائة، في حين تأتي السوق الوطنية مباشرة بعد السوق الفرنسية أي بنسبة 20 في المائة من مجموع ليالي المبيت خلال سنة 2013. وتواكب هذا النمو زيادة مهمة في الطاقة الإيوائية، منذ سنة 2010، حيث انتقلت من 2720 سرير إلى 5600 سرير أي بمعدل نمو سنوي بلغ 78ر19 في المائة بين سنتي 2009 و2014. ويتوفر إقليمالصويرة حاليا على 134 مؤسسة سياحية مصنفة بسعة 5600 سرير، وتتألف في معظمها من دور الضيافة (61 مؤسسة مصنفة) التي تمثل 27 في المائة من مجموع الطاقة الإيوائية، تليها الفنادق من فئة خمسة نجوم ب17 في المائة، والفنادق من فئتي أربع وثلاث نجوم ب13 في المائة. وقال المندوب الإقليمي لوزارة السياحة، محسين الشافعي العلوي، إن هذه المؤشرات المتميزة والاستثنائية تحققت بفضل تطوير وتنويع المنتوج السياحي بالصويرة. وأضاف السيد الشافعي العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تطوير السياحة بهذه المدينة يتم حاليا عبر عدة محاور، مع تثمين المؤهلات والإمكانيات السياحية التي تزخر بها هذه الوجهة، مؤكدا أنه بفضل التراث التاريخي الغني يتم وضع الصويرة في المقام الأول كوجهة ثقافية، وذلك في تكامل مع منتجات أخرى بإمكانها ضمان تنمية إقليمية متوازنة. وأشار المندوب الإقليمي إلى التدابير المتخذة لمواكبة وتعزيز الأداء السياحي واستثمار غنى مدينة الصويرة وجعلها في خدمة التنمية المحلية، منوها بالجهود المبذولة، بتنسيق مع السلطة المحلية، لتحسين جودة العرض السياحي على مستوى وجهة الصويرة، ومواكبة تطورها السياحي وملاءمة وضعية مؤسسات الإيواء مع المعاير المعمول بها، خصوصا في مجالات النظافة والسلامة وجودة الخدمات المقدمة. وأضاف أن مشاريع تنمية وتحديث مدينة الصويرة التي في طور الإنجاز، والمبرمجة، وخاصة في مجال البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز المشهد الحضري، من شأنها أن تعزز هذه الدينامية السياحية. وحسب المندوب الإقليمي لوزارة السياحة فإن الصويرة مدينة جذابة جدا وتزخر بإمكانيات ثقافية وطبيعية عديدة ومتعددة أكسبتها سمعة طيبة في الأسواق الأوروبية.