في حدود الساعة 1h45 من ليلة الثلاثاء وصبيحة الأربعاء لقي المهاجر المغربي المسمى قيد حياته "بدرالدين .ع" حتفه غرقا بجزيرة صفا ببحيرة زوريخ ، القريبة من مدينة زوريخ. وفور ابلاغها بواقعة الغرق، سارعت مصالح الإنقاذ ورجال الوقاية المدنية والشرطة الى عين المكان ،وبعد عملية البحث التي لم تدم طويلا تم العثور على جثة الغريق الذي كان لا زال على قيد الحياة ، حيث قدمت له الإسعافات الأولية التي لم تجدي نفعا ،ليلفظ انفاسه الاخيرة بالمستشفى حيث تم نقله الى مستودع الأموات في انتظار الكشف عن أسباب الوفاة، علما ان عمق البحيرة لم يكن يتجاوز ثلاثة الى أربعة أمتار. وفور ابلاغها بالخبر اتخذت القنصلية المغربية بسويسرا ،كافة التدابير الضرورية قصد التكفل بترحيل جثمان المهاجر المغربي الى المغرب، وتعهد السيد لحسن ازولاي سفير المغرب بسويسرا بالوقوف شخصيا على مواكبة واستيفاء جميع الإجراءات الادارية والقانونية الجاري بها العمل في سويسرا ،وكذا نقل جثمان المرحوم من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء الى مكان دفنه بخريبگة. ويبلغ "بدر الدين.ع" من العمر 24 سنة ويتحدر من مدينة خريبگة ،شاب في مقتبل العمر دفعته ظروف عائلته الصعبة ومرض والدته بالسرطان وعطالة والده الى التفكير في مغادرة الوطن صوب الفردوس الأوربي. وقد توجه في بداية الامر نحو ليبيا رغم الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد رفقة صديق له ،طمعا في الوصول الى الضفة الاخرى مقابل ثلاثين الف درهم ، لكن تم اعتقاله في جزيرة سيسيليا الإيطالية من طرف دورية للأمن. ومباشرة بعد إطلاق سراحه توجه صوب طورينو ،حيث لم يمضي وقت طويل حتى نصحه بعض معارفه بالذهاب الى ألمانيا ،حيث يمكنه الحصول على اللجوء الإنساني ، وفِي طريقه نحو ألمانيا مر بالاراضي السويسرية عبر القطار ،ليتم اعتقاله من قبل الشرطة السويسرية التي احتجزته أسبوعين كاملين ،وبعد ان قَص عليهم معاناته وافقو على اعطائه اللجوء الانساني باسم مستعار (عبدالله باتول) لان غالبية الذين يطلبون اللجوء الإنساني لا يعطون أسمائهم الحقيقية ولا جنسياتهم. لم يمكث طويلا بسويسرا حتى لقي حتفه ، ويترك ورائه ام مكلومة وعائلة كانت تعلق عليه امالا كثيرة .