أعداد غفيرة من المرضى تطرق قسم العيون بمستشفى الحسن الثاني ولا مجيب، فجاءت احتجاجات مواطنين وجمعيات مترامية عبر الإقليم بدورها تتساءل أليس من حق المواطنين أن يبصروا، وأن يزيلوا "الجلالة" عن عيونهم، وأن يزول عنها الرمد إلى الابد، وأن يصححوا أبصارهم بالحصول على نظارة طبية؟ تعقدت الوضعية بالقسم، فجاءت الاحتجاجات والنداءات والاستنجاد بوسائل الإعلام من داخل تجمع حاشد بمركز إحشاش الطبي يوم أول أمس الثلاثاء حيث أزيد من سبعين شخصا يحاصرون بوابة الطبيب في وقت واحد يصرون على الدخلو أو الظفر بموعد. والمشكل وفق تصريحات مسؤولة أن إقليمأكادير إداوتنان يدير شؤونه طبيب واحد للعيون مع العلم أن أكادير إداوتنان وصل عدد سكانها 597 ألف نسمة، وتظم مستشفى الحسن الثاني الذي يصنف بكونه جهويا ، مفروض فيه أن يغطي ساكنة جهوية وصل تعدادها 2 مليون و276 أف نسمة. من بين الغاضبين يوم الثلاثاء حسن بنيحيى جاء بوالده العجوز من إيموزار إداوتنان مند السادسة صباحا إلى أكادير ليفحص عن عيونه، فلم يتمكن من الظفر خلال ذلك اليوم بمقابلة الطبيب لتشخيص مرض العجوز الذي لم يعد يبصر بشكل فجائي فأثر ذلك على نفسيته، لم يظفر حتى بموعد… هي واحدة من مشاكل الصحة بأكادير إداوتنان، يجب أن ينتظر مريض العيون لشهور طويلة لكي يجد نفسه وجها لوجه أمام الطبيب بمستشفى الحسن الثاني، يمكن أن يفقد بصره دون يرى هذا الطبيب يؤكد بنيحي. ويوم الثلاثاء الأخير جاءت استغاثة مقهورين بالإعلام من المركز الطبي إحشاش المخصص للفحص والتشخيص، بعد الدخول، يقودك المسار عبر ادراج سفلية تؤدي إلى قاعة سفلية بالطابق الأرضي أشبه بمرآب مخصص للسيارت، هناك اصطف المئات من مرضى العيون ينتظرون فرصة للظفر بموعد. واحد من المحظوظين كشف عن رقم نوبته " 165 " وهو يتساءل " شحال هذا آتي إلى هنا لأحصل على هذا الرقم فمتى ستصل نوبتي واش مع صلاة المغرب أو أعود أدراجي من جديد إلى جماعة أقصري حيث أقيم إلى اسبوع؟ آخرون تساءلوا ما جدوى بطالقة رميد إن لم تحقق بالفعل الولوج إلى العلاج، أليس من حق المواطن البسيط بأن يتلقى حصة تطبيب بالمستشفى العمومي بشكل يحفظ كرامته؟ آخرون بينهم عجزة خانهم البصر وتكالبت عليهم أمراض العيون أقل حظا من المريض القادم من إيموزار إداوتنان، لم يتمكنوا بعد من الحصول على رقم وموعد ويعلم الله كم من شهر سينتظرون بعدما علموا بأن الطبيب لن يكون حاضرا خلال الاسبوع المقبل. ماذا يجري بقسم العيون بمستشفى الحسن الثاني، حاولت الأحداث المغربية معرفة ذلك من الطبيب المسؤول عن القسم، لكنه لم يتأتى اللقاء بدعوى أنه منشغل بأعداد المرضى المتوافدة عليه ولا وقت لديه ليكشف للإعلام عن مصدر الداء؟ مصدر طبي من مستشفى الحسن الثاني، أكد للأحداث المغربية بأن العين بصيرة واليد قصيرة، أكد أن المشكل بقسم أمراض العيون قائم بسبب غياب الأطر الطبية، وأضاف بأن طبيبا واحد هو الذي يزاول على المستوى الإقليمي ويحاول قدر الجهد القيام بعمليات الجراحة والتشخيص إلى جانب الاستقبالات العادية. المصدر أضاف أن غياب أطقم يضاعف المعاناة، فإذا غاب الطبيب بسبب المرض أو العطلة أو لمهمة علمية خارج المغرب يبقى المستشفى العمومي بدون مختص وتتضاعف أعداد المواعيد فيطول أمدها الزمني، وخلص المصدر إلى أن الحل للقضاء على حالات الانتظار هو تزود المستشفى الجهوي بأطقم طبية في مجال العيون، وبآليات إضافية متطورة.