معلومات كاملة عن مدينة تطوان الجميلة : مقدمة تطوان مدينة مغربية اكتسبت خلال العهد الإسلامي أهمية كبرى ، إذ كانت بمثابة نقطة عبور ما بين شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب . ولم تظهر أهميتها إلا في نهاية العصر الوسيط ، وخاصة بعد سقوط مدينة سبتة ومراكز ساحلية أخرى في أيدي الغزاة الإسبان والبرتغال. في سنة 1286م شيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب قصبة محصنة بتطوان بهدف الحد من الأخطار الخارجية . ومع بداية القرن الرابع عشر عرفت المدينة تطورا هاما سرعان ما اضمحل بسبب تعرضها للنهب والتخريب من طرف الإسبان ساحة المشور السعيد في نهاية القرن الخامس عشر أعاد بناءها السلطان محمد الشيخ الوطاسي بمساعدة مهاجرين أندلسيين، لتعرف مع بداية القرن السادس عشر توسعا معماريا كبيرا هم بالخصوص جزئيها الجنوبي-الغربي (حي الرباط الأسفل ) والشمالي-الشرقي (حي الرباط الأعلى ) . وقد استمر هذا التطور المعماري إلى غاية منتصف القرن الثامن عشر مع إعادة بناء التحصينات التي أعطت للمدينة صورتها الحالية. تحتوي تطوان على عدة أزقة رئيسية تربط بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها العمومية كالفنادق والمساجد والزوايا ، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية. كما تخترق المدينة عدة أزقة ثانوية تغني النسيج الحضري للمدينة، الذي يتكون من ثلاثة أحياء هي : الرباط الأعلى والرباط الأسفل وحارة البلد . هذا الأخير يعتبر أقدم أحياء تطوان وأحسنها صيانة ، حيث تتمركز جل الورشات الخاصة بالحرف التقليدية وأهم المعالم التاريخية كقصبة سيدي المنظري والمسجد ومخازن الحبوب وبعض الدور السكنية المتميزة عمرانيا والتي يغلب عليها الطابع الهندسي المورسكي . وقد تم تسجيل تطوان تراثا إنسانيا سنة 1998 . معالم المدينة : ساحة مولاي المهدي يحيط بمدينة تطوان جدار دفاعي طوله 5 كلم وسمكه 1,20 متر أما علوه فيتراوح بين 5 و7 أمتار. وتلتصق به من الخارج عدة دعامات وأجهزة دفاعية محصنة مثل قصبة جبل درسة في الشمال وأبراج باب العقلة وباب النوادر والبرج الشمالي الشرقي. وتخترق هذا الجدار من كل الجوانب سبعة أبواب. بني هذا السور على عدة مراحل ما بين القرنيين 15 و18م، إلا أنه عرف أعمال هدم وتخريب خلال منتصف القرن 18م أثناء الأحداث التي شهدتها تطوان بعد وفاة المولى إسماعيل. ثم أعيد بناؤه في نفس الفترة إبان حكم سيدي عبد الله بن المولى إسماعيل. قصبة سيدي المنظري تحتل هذه القصبة الزاوية الشمالية الغربية للمدينة.الشيءالذي يمكن من مراقبة كل الممرات انطلاقا من المرقاب الذي يعلو أحد الأبراج. وقد بنيت كل المعالم الداخلية للقصبة خلال القرن 15 أثناء فترة إعادة بناء المدينة. وهي تتكون من قلعة ومسجد جامع ودار وحمام صغير. وكانت تشكل في ما مضى مركزا للسلطة الحاكمة وقاعدة عسكرية إضافة إلى مقر للسكنى بالنسبة لمؤسسها. جامع القصبة يقع هذا المسجد بالحي الذي توجد به بقايا حصن سيدي المنظري وسط المدينة العتيقة. وقد بني من طرف سيدي المنظري مع نهاية القرن 15. صمم هذا الجامع (المسجد) على شكل مربع يصل طول أضلاعه إلى 20 مترا. وهو لا يتوفر على صحن ويتم الدخول إليه عبر ثلاثة أبواب الأولى جنوبية والثانية شمالية أما الأخرى فغربية ومجاورة للصومعة. هذه الأخيرة ذات شكل مربع وهي تنتصب في الزاوية الشمالية الغربية. يرتكز المسجد على أعمدة تعلوها أقواس مكسورة وهو مغطى بسقوف خشبية مائلة مغطاة بالقرميد. حصن الاسقالة : هذا الجهاز العسكري عبارة عن بطارية بنيت فوق باب العقلة التي تعرف أيضا بباب البحر. وقد بني خلال النصف الأول من القرن 19 بأمر من السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة فوق مدخل البناية والتي تذكر السلطان وعامله محمد الشاش الذي قام ببنائها سنة 1246 هجرية التي توافق 1830- 1831م. ضريح سيدي عبد القادر التابين يجاور هذا الضريح الجزء الجنوبي لسور المدينة وهو يقع بالقرب من حدائق مولاي رشيد. تضم هذه المعلمة قبر الشريف سيدي عبد القادر التابين الذي ينسب إليه بناء مدينة تطوان خلال الفترة الموحدية (القرن 12م). الجامع الكبير يقع هذا الجامع بحي البلد بالقرب من الملاح البالي وسط المدينة العتيقة . تم بناؤه بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م،( بني على شكل مستطيل) يصل طول أضلاعه إلى 35م من جهة الشرق و45م من جهة الشمال. ويتكون من قاعة عميقة للصلاة وصحن كبير مكشوف تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج. وتحيط بالصحن أروقة. يتم الولوج إلى المسجد عن طريق بابين رئيسيين وثالثة مخصصة للإمام في الجهة الشمالية. وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدة مبينة ويعلوها سقف خشبي مائل مغطى بالقرميد. في الزاوية الجنوبية الغربية ترتفع المئذنة التي تعد الأعلى بالمدينة وهي مزخرفة على الواجهات الأربعة بعناصر هندسية متشابكة تتخللها زخارف زليجية تطوانية متعددة الألوان. سقاية باب العقلة تتوفر مدينة تطوان على أزيد من 20 سقاية تمكن السكان والزائرين من التزود بالماء. وهي سقايات عمومية تم بناؤها إما من طرف السلطات أو أعيان المدينة ويرتبط بها صهريج لتوريد البهائم. ومن أجمل السقايات المتواجدة بالمدينة والتي تتميز بزخارفها الزليجية الجميلة نذكر سقاية باب العقلة. وقد بنيت كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة على إفريز من الزليج في منتصف القرن 18م من طرف القائد وعامل المدينة محمد لوكاش. البيوت التاريخية بتطوان تتوفر تطوان على عدة منازل تقليدية وقديمة تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة. من بين أجمل هذه البيوت نذكر دار اللبادي بنيت وسط المدينة القديمة من طرف الباشا اللبادي خلال القرن 19م. وقد تغيرت وظيفتها حاليا لتصبح قصرا للحفلات والأفراح. مدرسة جامع لوكش بني هذا المركب الديني والعلمي سنة 1758 من طرف القائد عمر لوكش وذلك بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبدالله وقد كانت المدرسة تسخر لإقامة الطلبة القادمين من المناطق المجاورة لطلب العلم في مساجد المدينة وخاصة بالجامع الكبير. وهذه المؤسسة العلمية ذات شكل مستطيل طوله 25م وعرضه 18م وتنضاف إليها في الزاوية الشمالية إحدى البنايات التي زيدت لاحقا وتستعمل كإدارة. بنيت المدرسة على طابقين. فالطابق السفلي يتكون من 20 غرفة مساحاتها تتراوح بين 3 و6 متر مربع وهي مفتوحة على رواق مغطى يؤدي إلى ساحة تتوسطها حديقة مساحتها أزيد من 100 متر مربع. القلعة يرتبط اسم قلعة أو حصن سيدي المنظري ببقايا سور وثلاث أبراج ملتصقة به. هذا السور الذي يبلغ طوله 65 مترا وعلوه 7 أمتار، مدعم من جهتيه الجنوبية والشمالية ببرجين مربعي الشكل ويتوسطه برج آخر متعدد الأضلاع وأصغر حجما. وتتصل هذه الأبراج فيما بينها بممر حراسة يتم الدخول إليه عبر درج محادي لباب القصبة. هذا الأخير عبارة عن جهاز دفاعي ذو انعطافات وبداخله غرفتان مربعتان مغطاة بقبة دائرية تاريخ نشأة المدينة شارع محمد الخامس تاريخها ضارب في القدم حيث وجدت حفريات و آثار من مدينة تمودة (كما تبين الصور في الأسفل) يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت هذه المدينة( تمودة) سنة42 قبل الميلاد من طرف الجيوش الرومانية. أما اسم تطوان أو تطاون فهو موجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر. في أوائل القرن الرابع عشر (سنة1307 ميلادية) أعاد السلطان المريني أبو ثابت بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 ميلادية. يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد الملوك الكاثوليك فردنا ند و إيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان. خرج آلاف المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان خاصة فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار و النمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الإسلامية الأندلسية. أحداث تاريخية ... وهوية تطوان معالم الحضارة الأندلسية مازالت إلى يومنا هذا حية تشهد على تاريخ تطوان وتاريخ سكانها المحافظين. مازالت المدينة تحتفظ بفن المعمار الأندلسي داخل جدرانها، قصبتها، منازلها و قصورها بما تتميز به من أفنية و نافورات وحدائق وكذلك مازالت تحتفظ بصوامعها و أضرحتها وفنادقها القديمة. من جهة أخرى مازال سكان تطوان يحتفظون باللهجة الشعبية، بالموسيقى الأندلسية، بالطرز و بالصناعة التقليدية. إلى جانب ما سلف ذكره من وجود قوي للحضارة الأندلسية هناك روافد ثقافية و أحداث تاريخية أخرى لها أثر واضح في بلورة هوية المدينة التي كانت بمثابة قنطرة بين شبه الجزيرة الإبيرية و باقي مناطق المغرب. فبعد اضطهادهم في جنوب إسبانيا منذ أواخر القرن الخامس عشر كما سلف الذكر مر المهاجرون الأندلسيون في ثلاث موجات عبر تطوان إلى باقي المدن المغربية كفاس و مكناسوالرباط وسلا. المواجهات العسكرية مع إسبانيا و البرتغال في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت أساطيل تطوان تشكل خطرا دائما على مصالح العدو الخارجي، كان لها الأثر البالغ خاصة من الناحية العمرانية حيث بنيت قلع و أسوار للدفاع عن المدينة. . كذلك تجارة المغرب مع أوروبا(إسبانيا، إيطاليا و إنجلترا) خلال القرنين السابع عشر و الثامن عشر، كانت كلها عبر مدينة تطوان التي كانت آنذاك من أهم الموانئ المغربية حيث كانت البواخر تقوم برحلات بين تطوان و كل من جبل طارق، الجزائر، مرسيليا، ليفورن ... الخ مرينا سمير من ناحية أخرى وجود القناصل الأوربيين في تطوان كعاصمة دبلوماسية للمغرب في القرن الثامن عشر ساهم في تعزيز مكانتها في الخارج. و بالمناسبة من الطريف الإشارة إلى حادثة دبلوماسية بين المغرب و الولاياتالمتحدة الأمريكية بسبب الحصار البحري الذي فرضته هذه الأخيرة على ليبيا مما أدى إلى طرد القنصل الأمريكي سيمسون من مدينة تطوان من طرف السلطان العلوي مولاي سليمان وإعلانه الحرب على الولايات الأمريكية المتحدة سنة 1802م. إذا، مرور التجار والمسافرين و المهاجرين و الجنود و المقاتلين وحتى القناصل ساهم بشكل جلي في انفتاح المدينة على العالم الأوروبي من جهة وعلى باقي مناطق و مدن المغرب من جهة أخرى. تغنى الشعراء بتطوان فلقبت تارة ب "أخت فاس" ليس فقط نظرا للعلاقات التجارية بين المدينتين في القرن الثامن عشر بل كذلك العلاقات الفكرية والدينية وهذا يفسر وجود بعض الزاويات من أصل فاسي كالزاوية الفاسية و الزاوية التيجانية. ولقبت تارة ب " أخت غرناطة" نظرا للتشابه بين المدينتين ونظرا لأصل سكانها الأوائل. ولقبت كذلك ب " القدس الصغيرة " مما يرمز إلى علاقتها بالمشرق العربي على إثر زيارات حجاجها و طلبتها إلى مكةالمكرمة وإلى القاهرة و نابلس....وكذلك علاقات علمائها بشخصيات كالشيخ راشد رضا و شكيب أرسلان. أما أثر الثقافة العثمانية فيتجلى في فن الطبخ خاصة الحلويات كالبقلاوة والقطا يف وفي اللباس التقليدي و كان ذلك على إثر استقبال تطوان للمهاجرين الجزائريين بعد سقوط الجزائر في يد الفرنسيين سنت 1830 ميلادية. عرف القرن التاسع عشر انحطاطا في المغرب ككل بسبب التدخل الاقتصادي المباشر. وبالنسبة لتاريخ تطوان فقد كان هذا القرن بالفعل صفحة سوداء. عرفت المدينة فيه مرض الطاعون سنة 1800م ثم سنة 1818م وحصار مولاي زايد سنة 1822م و عانت من المجاعة سنة 1825م. ثم حرب تطوان سنة 1860م، حيث استعمرت المدينة من طرف الأسبان ولم يخرجوا منها إلا سنة 1862م بعد دفع غرامات طائلة أودت باقتصاد البلاد إلى الهاوية. بل إن تدهور اقتصاد المدينة سبق حرب سنة 1860م، ففي سنة 1857م أغرق الأسبان عدة بواخر عند مدخل ميناء المدينة مما أوقف كل الأنشطة البحرية التي كانت المدينة تعتمد عليها في المجال الاقتصادي. تطوان: الحصار....والتحدي سيدي الصعيدي رغم الظروف الاقتصادية السلبية،بالاضافة الى الحصارالمفروض عليها في عملها الدؤوب من جهة اخرى،ومنع انشطتها وتحقيق مشاريعها المختلفة، استمرت تطوان في التحدي. عدة قصور بنيت في هذا القرن (القرن التاسع عشر)، كدار اللبادي وأفيلال والرزيني و بريشة وبنونة وبن عبود. بجانب الطابع الأندلسي تتميز هذه المباني بتأثيرات فن المعمار الأوروبي و خاصة في تقنيات البناء حيث ظهرت الأعمدة التي تميز منازل القرن الثامن عشر. وخير مثال على ذلك قصر الرزيني الذي يعتبر نموذجا لالتقاء الطراز الأندلسي العثماني بالطراز الأوروبي. أما في القرن العشرين فقد عرفت المدينة نمو اقتصادي و سياسي و فني جديد وذلك كعاصمة للحماية الإسبانية في شمال المغرب. تتميز أحياء تطوان بانتمائها إلى حقب تاريخية مختلفة وبتكيف طابعها الأندلسي مع العصور والأزمنة. يعود تاريخ بعض الأحياء القديمة ك حي السويقة إلى القرن الثاني عشر بينما يعود تاريخ الأحياء الأخرى إلى حقب متأخرة عن ذاك بكثير. هذه الأحياء العتيقة وما يميزها من ممرات وشوارع ضيقة، اكتسبت أسماء الحرف التي كانت أو مازالت تمارس فيها كالحدادين والنجارين و الطرافين والدباغين بالإضافة إلى ساحات سوق الحوت القديم، الغرسة الكبيرة، الوسعة، المصداع، السوق الفوقي و.و.و...مما جعل المنضمات العالمية تدرج تطوان ضمن لائحة أسماء المدن التاريخية التي يجب الحفاظ على معالمها وعلى تراثها الحضاري. انتشار هذه الأحياء كانت له علاقة بوضع السكان الاجتماعي. فحارة العيون مثلا، كانت ابتداء من القرن التاسع عشر ذات طابع شعبي بينما حارة الجامع الكبير فكانت تعتبر ذات مرتبة اجتماعية أعلى. وحافظت بعض الأحياء الأخرى على وضعيتها رغم قدمها، كحارة المطامر التي بنيت على مجموعة مما يسمى المطمورات، كانت تستعمل لإيواء العبيد و الأسرى المسيحيين. من مميزات تطوان القديمة نذكر كذلك مثال الشبكة المائية تحت الأرض ( شكوندو) لتي كانت تزود عدة منازل بالماء حيث توجد نافورات لتزيين الأفنية. أحياء هذه المدينة القديمة محاطة بسور تتخلله أبواب سبعة هي باب النوادر، باب التوت، باب العقلة، باب المشوار، باب الرواح، باب الرموز ثم باب الجياف. وخارج هذا السور وعلى نمط إسباني كولونيا لي بنيت مدينة تطوانالجديدة ( شانتي ) وهي كلمة إسبانية تعني توسيع المدينة أو الحي الجديدة الذي كان ومازال يميز صورة المدينة بعماراته وساحاته كساحة مولاي المهدي وأسواقه كسوق البلاصا. اسم تطوان أسماء المدن المغربية ينطق الناس بها ويكتبونها في الغالب بصيغة واحدة لا اختلاف فيها إلا نادرا. أما تطوان فقد اختلف الناس قديما وحديثا في كيفية النطق باسمها وفي صفة كتابته . حتى بلغ ذلك سبع صور . وذلك من الغرابة بما كان . ودونك ما وقفت عليه من ذلك في الكتب والوثائق الرسمية . تطوان بتاء مكسورة بعد طاء ساكنة فواو فألف فألف فالناس،كذا يكتب جل الناس اسمها الآن كما يظن بعض الناس ، بل كانت مستعملة في القرن الثامن. إذ وردت في كتاب القرطاس المؤلف عام نيف وعشرين وسبعمائة ، وردت كذلك في كتاب دوحة الناشر لابن عساكر المتوفي سنة 986 . وإن شئت فانظر فيه ترجمة ابي عبد الله الكراسي والشيخ الجاسوس وردت أيضا في كتاب درة الحجال لابن القاضي المتوفي سنة 1025 وفي كتاب نزهة الحمادي لليفراني المتوفي عام نيف وخمسين ومائة وألف كما وردت أيضا في كتاب الدولة السعدية . تطاون بطاء مشددة بعدها ألف فواو فنون وهذه الصيغة هي التي ينطق بها جميع أهل المدينة كجل أهل البلاد المغربية في كلاهمهم العادي . وقد وردت في كتاب " نزهة المشتاق " للشريف الإدريسي السبتي الجغرافي العالمي الشهير المتوفي سنة 560 وبهذه الصيغة ذكرها أبو حامد الفاسي في مرآة المحاسن مرارا وردت أيضا في درة الحجال وفي كتاب الدولة السعدية وفي نفح الطيب المقري . تطاوين بواو مكسورة بعدها ياء فنون . هذه الصيغة نجدها مكتوبة في جل الوثائق والرسوم العدلية القديمة . وهي التي أثبتها وأيدها العلامة أبو علي اليوسي واعترض على الذين يسمونها تطوان وسماهم متصفحين . وأبو العباس الناصري مؤلف كتاب الاستقصا لا يذكرها في الغالب إلا بهذه الصيغة . وأستاذنا الرهوني قد ارتضاها وبناء عليها سمى كتابه :" عمدة الراوي في تاريخ تطاوين " تيطاوين بياء بين التاء والطاء ، وأخرى بين الواو والنون . وقد وردت هذه الصيغة في تاريخ ابن خلدون وكتاب البيدق المؤلف في القرن السادس وكتاب النفحة المسكية المؤلف في القرن العاشر . تطاون بتاء تليها طاء مشددة فألف فواو فألف فنون . هذه الصيغة ذكرها أبو عبيدة البكري الأندلسي في كتابه المسالك والممالك . وهو من رجال القرن الخامس ووفاته سنة 487 ه . تيطاوان مثل الصيغة التي قبلها بزيادة ياء بين التاء والطاء . وقد وردت في كتاب البكري أيضا وفي كتاب الاستبصار المؤلف في القرن السادس وفي كتاب النفحة المسكية . تيطاون بياء بين التاء والطاء وعدم الفصل بين الواو والنون . هكذا ذكرها عذاري المراكشي في حوادث سنة 347 من كتابه " البيان المغرب في أخبار المغرب " ووردت أيضا في مواضع متعددة من جزء مختصر من كتاب مناهل الصفا للفشتالي . وفي كتاب لقطة الفرائد لابن القاضي وكتاب النفحة المسكية . وهذه الصيغ السبع كلها بربرية ولا يعرف لها معنى في اللغة العربية أما في اللغة البربرية فمعناها عين أو عيون ولعل سكانها الأقدمين من البربر سموها بذلك لكثرة العيون التي بها والله أعلم . أما النسبة على ه المدينة فهي تطاوني أو تطواني . ولم أجد أحد ينسب إليها بغير إحدى هاتين الصيغتين لا في القديم ولا في الحديث. وأما الإفرنج ففي اللغة الإسبانية والإنجليزية والألمانية والإيطالية تكتب tetouan وفي اللغة الفرنسية تكتب tetouan من المباني الأثرية و التاريخية التي تزخر بها المدينة نذكر على سبيل المثال لا الحصر الأماكن التالية: * مسجد الجامع الكبير الذي بناه السلطان مولاي إسماعيل في القرن الثامن عشر. * زاوية سيدي علي بن ريسون و زاوية سيدي علي بركة. * مدرسة لوقاش التي كانت مؤسسة علمية جهزت لاستقبال الطلبة من الخارج، خاصة من النواحي المجاورة وهي رمز للدور العلمي والمعرفي الذي لعبته المدينة. * قصر الخليفة الذي كان مقر خليفة الملك في عهد الحماية. بني في القرن السابع عشر و أعيد إصلاحه وترميمه سنة 1948 بحيث مازال يحتفظ بطابعه الأصلي كمثال على العمارة الأندلسية المغربية. * دار الصنعة أو مدرسة الفنون و الصناعة التقليدية أنشأت بهدف الحفاظ على مختلف الأوجه الفنية التي ميزت تطوان عبر القرون. * متحف السقالة الإثنوجرافي حيث يمكن مشاهدة الحياة التطوانية التقليدية وكل ما يميزها من فنون الطبخ و اللباس التقليدي، المجوهرات، الموسيقى وكذلك الأسلحة التي كانت تستعمل في الحروب. * قصبة جبل درسة. * مدرسة الفنون الجميلة. * المعهد الموسيقي. * المكتبة العامة و المحفوظات التي تعتبر من أكبر وأهم مكتبات المملكة وهناك عشرات المكتبات الشخصية الفريدة من نوعها. خاتمة بجانب هذه المعطيات التاريخية هناك عوامل أخرى جعلت من تطوان محطة اهتمام الدارسين و المستثمرين. فللمدينة موقع استراتيجي على بعد أقل من 10 كم من شاطئ البحر الأبيض المتوسط حيث أقيمت مركبات سياحية على طول شواطئ المنطقة كالرأس الأسود- كابونيكرو و كابيلا و مارينا سمير وريستنجا وشاطئ الأمين و البهية مما يجلب الكثير من السياح من الداخل والخارج حيث تكتظ المدينة ونواحيها بهذه الأعداد الهائلة من الزوار الشيء الذي يستوجب تجديد و إعادة هيكلة البنية التحتية للاستفادة من مؤهلات هذه المنطقة بشكل أفضل وللحفاظ على إرثها الثقافي و الحضاري لأجيال المستقبل.