بمجرد أن وطأت أقدامنا شاطئ اشماعلة و خاصة فضاءات قرية الصيادين الموجودة على متن ما اشتهر على تسميته ب"مرسى الموت" ، انتصبت الآذان و تقطبت الأعين ، محصية حركاتنا و إشاراتنا و اتجاهاتنا ، حيث بالفعل قمنا في إطار جولاتنا المعتادة "غير المنتظمة العفوية" في كثير من الأحيان بجولة ناجحة مباغثة للمرسى سيئ الذكر و وقفنا على شهادات حية حول اختلالات جديدة يعرفها قطاع الصيد البحري التقليدي و خاصة في بعده التعاوني هذه المرة ، إذ أكد لنا شاهد من "أهلها" ما تعرفه تعاونية ما ، من اختلالات مالية بل و ذهب أحدهم إلىنعتها باختلاسات و ليست فقط اختلالات تحدث في الحركة التدبيرية لأي قطاع . نهب و اختلاس بالملايين من طرف أشخاص معدودين ، يعتزم البحارة المتضررين مقاضاتهم و تقديمهم للعدالة إلم يسوى ملفهم في القريب العاجل و إلم يكشف الستار عن حقيقة تلك الأموال و أين ذهبت . و من جملة أهم ما يجب التذكير به في مقالنا هذا حول جولة اشماعلة ، مرساها سيئ الذكر حيث لا تزال تطرح بين بحارة الشريط الساحلي الغماري باستمرار ، قضية الاختلالات القاتلة التي طبعت بناء مرسى اشماعلة التابعة ترابيا لجماعة بني بوزرة إقليمشفشاون ، و ذلك بحثا عن حلول ممكنة ، لأن المدخل الرئيسي للمرسى المشؤوم ، مليئ بالأحجار يساهم بدوره في عرقلة ولوج المراكب و القوارب التقليدية ، إلى داخل فضاء المرسى . و يزداد تخوف البحارة ، في ظل الوضعية الحالية للمرسى ، من أن يتكرر سيناريو غرق البحارة ال3 عام 2011 ، المرحوم عبدالمومن ، و المرحوم عبداللطيف ، و المرحوم المختار ، الذين ذهبوا ضحية الأحجاز المعترضة لحركة كل قارب يعتزم دخول المرسى ، و خاصة مع ارتفاع قوة و علو الأمواج . يقول البحار “الرايس ق” ، بأن مرسى اشماعلة غير صالح بتاتا ، و ممكن أن يتسبب في إزهاق أرواح ضحايا جدد ، كلما هاج البحر و استنجد به الهاربون ، و نفس الشيئ أكده “الرايس ع م” ، صاحب الخبرة الكبيرة في الصيد البحري مع المغاربة و الإسبان ، حيث قال “على الدولة أن تتدخل لتغيير مدخل المرسى ، و إدخال الحواجز الإسمنتية إلى مسافات أطول مما عليه الآن ، و توسيع فضائه الأوسط ، ليتسع لعدد أكبر من القوارب و المراكب أيضا ، التي من المفترض أن تأتيه من المضيق و الجبهة .” و على الأقل يضيف قائلا : أن يكون المرسى شبيها بمرسى المضيق ، من حيث البنية التحتية و المدخل و المرافق المختلفة ” . بزيارتنا الحالية لمرسى الموت باشماعلة ، فتحنا صفحة نضالية جديدة ، ستكلل بما يليها من حفريات في الموضوع المسكوت عنه ، لأننا و إن سكت المنتخبون و غضت السلطات الطرف ، فإن "سلطتنا" الصحافية لن تصمت على جريمة كبرى ارتكتبت في حق ساكنة المنطقة و في حق الوطن ، ذهب ضحيتها شهداء قضوا غرقا بسبب اختلالات هندسية طبعت بناء المرسى ، مخلفين وراءهم 18 يتيما و " أرامل ، دون معيل و لا كافل .