يكثر الحديث بين "الكبار" عن شباب هذا الجيل. ويتميز هذا الحديث بالطابع السلبي في معظمه: فمنهم من يصفهم بالجيل التافه، ومنهم من ينعتهم بجيل الأنترنيت ومواقع التواصل والفضاءات الافتراضية في إشارة للاستيلاب الكلي أو الجزئي الذي يقع لهم إن لم تكن هناك مراقبة وتوعية ودعم، ومنهم من يسميهم بجيل الملابس الممزقة وقصات الشعر الغريبة، علاوة على الكارثة الحقيقية التي ما بعدها كارثة وهي المستوى التعليمي المنحط الذي يكاد يعم الجميع إلا أقلية قليلة داخل كل فصل دراسي... (فالآفة عمت المنظومة ونحن جميعا نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا موضوع آخر يترك لفرصة لاحقة إن شاء الله)
لكن المثير للانتباه والداعي لكل أنواع الاحترام والتقدير والفخر، روح المبادرة التي يملكها هؤلاء الشباب إناثا وذكورا: فبمجرد أن يجدوا من يوجههم إلى عمل نبيل مهما صعب، ويؤطرهم على التميز فيه، ويحفزهم على العطاء وتحقيق الهدف منه حتى يبادروا إليه بكل قواهم، وبكل جدية وعناية فائقة لإنجاز العمل وتحقيق غايته حد إفناء الذات في الموضوع... حد الإبداع الذي يخرس ألسنة هؤلاء "الكبار"، لأنهم ببساطة قد لا يقومون بذلك العمل بنفس الجدية ونفس الجودة ونفس الإخلاص والحب والتفاني الذي يظهر عند هؤلاء الشباب...
فهم بحق طاقة وقادة يجب استثمارها لصالح هذا المجتمع، لصالح هذا الوطن. لذا، يجب علينا جميعا -نحن معشر الكبار- أن نؤمن بقدراتهم وعطاءاتهم وإيجابيتهم، ونثق أنهم دائما مستعدون للعمل والعطاء لإسعاد الآخرين دون تعب ولا كلل عكس ما يظن فيهم.