تنظم دار الشعر بتطوان ندوة عن “الشعر ومستقبل الثقافة بعد فيروس كورونا”، مساء الاثنين المقبل، بمقر دار الشعر في تطوان، وبحضور جمهور افتراضي من خلال البث المباشر لفعاليات الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الإعلام. ويشارك في الندوة الباحث في الآداب الإنجليزية ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان الشاعر جمال الدين بنحيون، والباحث واللساني المغربي مصطفى الحداد، والباحث في الذكاءات المتعددة وعلوم التربية عبد الواحد أولاد الفقيهي. وسيحاول المتدخلون الإجابة عن عدد من الأسئلة عن حال الثقافة في المستقبل؟ وكيفية استدامة الفعل الثقافي في ظل وباء كورونا؟ وطرق تداول الشعر والآداب والفنون عن بعد؟ وأثر ذلك على صورة الكتابة والقراءة معا؟ وحاجة الظرفية الراهنة إلى تسريع رقمنة الرصيد الثقافي المكتوب والبصري، والحاجة إلى تشريعات جديدة بخصوص الملكية الفكرية، تستجيب لمستجدات التداول الرقمي، ودعم المشتغلين في الصناعات الثقافية والمثقفين والأدباء، وغيرها من الإشكاليات ذات الصلة. وأبرزت دار الشعر بتطوان، في بلاغ صحافي، أن التفكير في مستقبل الثقافة وعلاقتها بوسائط التواصل الجديدة يبدو اليوم أكثر استعجالا وإلحاحا، ارتباطا بما فرضته الظرفية الوبائية الحالية، عندما فرض فيروس كورونا حجرا صحيا على الجميع. أقفلت المسارح ودور السينما أبوابها، وأقفرت دور العروض التشكيلية والثقافية، وجرى تأجيل مهرجانات وفعاليات ثقافية كبرى، مثلما تم تعليق ملتقيات وتظاهرات أخرى. لكن الثقافة – تضيف دار الشعر بتطوان – سرعان ما وجدت طريقها إلى الناس حيث هم في بيوتهم، عبر المواقع والمنصات الافتراضية، التي طوت المسافات بين الجميع، إذ واصل الفاعلون الثقافيون، أفرادا ومؤسسات، تقديم برامجهم عن بعد، عبر التقنيات الحديثة التي تتوسط بين منتج الثقافة ومتلقيها، وحتى أولئك الذين كانوا يعتبرون زيارة المتاحف العالمية مجرد أحلام مشروعة، سار في إمكانهم أن يقوموا بزيارات مجانية لهذه المتاحف، بعدما أتاحت إداراتها فرصة للتجول الافتراضي بين لوحاتها النفيسة وذخائرها الغميسة. وذكرت بأن منظمة اليونسكو فتحت المواقع الأثرية والمدن التراثية أمام الجميع، عبر منصات افتراضية تسمح بالولوج إلى المعالم والتحف واللقى الأثرية العريقة بوصفها تراثا مشتركا للإنسانية، وبهذا، بات في إمكان كل شخص أن يزور هذه الفضاءات الثقافية انطلاقا من عزلته، في هذه الظرفية الخاصة، عبر مواقع إلكترونية وتطبيقات ونوافذ رقمية تسمح بالخروج “الافتراضي” من العزلة، والسفر بين آثار التاريخ. كما أن المكتبات العمومية الكبرى، من المكتبة الوطنية في الرباط إلى مكتبة الشارقة، ومن مكتبة الإسكندرية إلى مكتبة الكونغرس … فقد أتاحت لزوار مواقعها فرصة تصفح ملايين العناوين والوثائق والمخطوطات، بشكل مجاني أيضا. وقد أدرك القيمون على هذه المؤسسات كيف اشتدت حاجة الناس إلى الثقافة، وإلى مشاهدة الأعمال الفنية، ومطالعة مختلف الدراسات، وقراءة الأشعار والروايات، ليس بغاية التخفيف من ظروف الحجر الصحي، فقط، ولكن بهدف الاستفادة من التجارب الإنسانية السابقة، وتأملها، من أجل إعادة النظر إلى الوضع الإنساني، والتفكير الجماعي في مصيرنا المشترك. هكذا، ومن داخل الحجر الصحي، أمكن لنا أن نطل من نافذة الأمل، لننظر إلى مستقبل الثقافة بعين التفاؤل. والشاهد عندنا ما كتبه عالم المستقبليات الألماني ماتياس هورس، مؤخرا، لما تحدث عن تأثير فيروس كوفيد 19 في عاداتنا الثقافية، حيث شعر الناس بالحاجة إلى الكتاب، فتخففوا من هواتفهم النقالة، وتوجهوا نحو القراءة من جديد. يذكر ان دار الشعر بتطوان أقامت قبل أربع سنوات ندوة عن “الكتابة ووسائط التواصل الجديدة”، تلتها في السنة الموالية ندوة عن “القراءة ووسائط التواصل الجديدة” بمشاركة مفكرين وباحثين يجمعهم الاهتمام بمستقبل الثقافة، وتحديات الفكر والأدب كتابة وقراءة.