جلال طبطاب / شمالي بمناسبة الذكرى 69، لزيارة الملك الراحل محمد الخامس، لمدينة طنجة، في 9 أبريل 1947، نظمت امس الجمعة 8 ابريل 2016 ندوة فكرية تحت عنوان "نشر وتعميق روح المواطنة تربويا وسياسيا "، وذلك من طرف المندوبية السامية لقدماء وأعضاء جيش التحرير، بشراكة مع مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وكذا المنظمة المغربية للاعلام الجديد. وتم تسير الندوة من طرف الاستاذ الجامعي، ورئيس المنظمة المغربية للإعلام الجديد ، الطيب بوتبقالت، وعرفت مشاركة كل من مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والسيد الاستاذ الباحث، زكي مبارك، رئيس منتدى عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار بالرباط، وكذا أستاذ التاريخ بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان، الدكتور محمد خرشيش، اضافة الى سمية فخري نائبة رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. وفي مستهل الندوة تقدمت سمية فخري، نائبة رئيس الجهة، بالشكر الكبير للحضور، معربة عن فخرها الكبير باستضافة مجلس الجهة لمثل هذه الندوات الفكرية المساهمة في نشر وتعميق روح المواطنة تربويا وسياسيا. واعتبر مصطفى الكثيري المناسبة بمثابة الحفاظ على الذاكرة التاريخية للشعب المغربي، الذي اعطى نموذجا في الكفاح والنضال وتكريس روح المواطنة، والمواطنة الملتزمة والصالحة وتحقيق مجتمع الحداثة والديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان. كما شدد على دور الإعلام في الحفاظ على الوطنية الإجتماعية والأخلاقية رافضا الهشاشة الثقافية، كما دعى الاعلام، الى الانتقال من دور الدفاع عن الثقافة وتاريخ المغرب، الى مرحلة التحصين، مشيرا الى ان هذه الندوة تدخل ضمن التعبئة الوطنية، للحفاظ على الوحدة، والوقوف في وجه الأعداء، متمنيا ان تساهم في بناء المواطنة الصادقة والحفاظ عليها. زكي مبارك، رئيس منتدى عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار بالرباط، الذي تحدث، في كلمة سريعة، عن وثيقتين تاريخيتين، تحصل عليهما بهولندا، تتحدثان عن الترتيبات الادارية، لزيارة محمد الخامس لمدينة طنجة، وما أعقبها من تغيرات سياسية، ثم تحدث عن المواطنة، معتبرا انها قديمة وراسخة في تاريخ المغرب، وليست دخيلة وجديدة عليه، كما يعتبرها البعض، مشيرا الى ما قاله علال الفاسي في كتابه "النقد الذاتي"، حول المواطنة. وكان آخر المتدخلين، قبل فتخ باب النقاش، الدكتور محمد خرشيش، الذي اصدر عدة كتابات وبحوث تاريخية، منها درسات حول حرب الريف، وتحدث بدوره، في هذه المناسبة، عن الزيارة للسلطان محمد بن يوسف، لمدينة طنجة في اربعينيات القرن الماضي، التي أتت على اثرها، حسب ما اورده، المطالبة باستقلال المغرب ونهوض شامل للشعب المغربي تمهيدا لمرحلة الاستقلال. واشار خرشيش، الى ان المغرب انتقل من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر، حيث انه عاش مخاضا كبيرا في الخمسينات، من اجل الاستقلال، وما أعقبها من سنوات صعبة، وتراكمات عرفها المغرب بسلبياتها وايجابياتها، جعلت منه استثناء ونموذجا بين الدول العربية الأخرى. وواصل حديثه عن المواطنة واصفا اياها بعماد البناء المؤسساتي، وأشار الى أن المغرب في حاجة الى اصلاح التعليم مؤكدا ان لا تنمية مستدامة بدون تعليم قوي، اضافة الى تحصين الانتخابات والدفاع عن الديموقراطية، في سبيل الوصول الى عمل سياسي نزيه وشفاف وكذا ضرورة العمل على مجتمع مدني نشيط وقوي في علاقته بالمجتمع السياسي.. وعرفت هذه الندوة ، تخصيص وقتا لتدخلات الحضور، حيث أكدت معظمهم، على ضرورة نشر روح المواطنة، والاستفادة الكاملة من عامل الاستقلال، الذي ينعم به المغرب، وضرورة اصلاح الادارة المغربية، وتشغيل الشباب، واصلاح منظومة التعليم، وكانت فرصة للتجاذبات الفكرية، بين مؤرخين وسسيولوجين وأكادمين واعلامين وكذا فاعلين جمعويين. وتعليقا على تدخلات الحضور، ذهب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الى ان التاريخ ليس ما يكتب فقط، وإنما هو البحث التاريخي، المستمر، معتبرا أن صناع الحدث، هم من يساهمون في كتابته بدقة أكبر مما يمكن تدونه بواسطة الباحثين والأكاديمين.