بحث مفكرون وأكاديميون وباحثون جامعيون بفاس، في إطار ندوة فكرية، المحطات المشرقة من تاريخ المقاومة بالمغرب في سبيل الانعتاق ونيل الحرية والاستقلال. وأكد المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حول موضوع "الأفق الدولي للمغرب عبر أزمنة المقاومة..مساهمة في صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية"، على ضرورة وأهمية استعادة الأرشيف المتعلق بتاريخ المغرب والموزع بين العديد من الدول والبلدان الأجنبية، وذلك بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وإغناء البحث التاريخي حول المغرب وكذا المراحل التي قطعها من أجل نيل استقلاله وحريته. وأكد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في عرض قدمه خلال افتتاح أشغال هذه الندوة التي نظمت بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله على ضرورة أن يهتم الباحثون الجامعيون والمؤرخون والطلبة باستغلال واستكشاف ودراسة الوثائق المتوفرة والأرشيفات التي تتعلق بتاريخ المغرب خلال الحقبة الاستعمارية، وما تتضمنه من معلومات قيمة وغنية عن تاريخ المقاومة و ذلك من أجل استخلاص الدروس والعبر من هذه الملاحم وصيانة الذاكرة الجماعية للمغاربة. وبعد أن ذكر بالتضحيات الجسام التي قدمها رجالات الحركة الوطنية والانتصارات التي حققوها في مقاومة القوات الاستعمارية، شدد الكثيري على أهمية الدور الذي اضطلعت به العاصمة العلمية والروحية للمملكة في النضال ومواجهة آلة القمع والتنكيل التي كانت تقودها القوات الاستعمارية وما قدمته من الشهداء الأبرار دفاعا عن الحرية والاستقلال. وأكد على ضرورة العمل من أجل صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية باعتبارها تشكل مرتكزا أساسيا ومحوريا في الجهود المبذولة لرفع تحديات التنمية والعولمة، مشيرا إلى أهمية المحافظة على الموروث الثقافي للمغرب بمختلف أشكاله وتجلياته. ومن جهته اكد إبراهيم أقديم نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس على الأهمية التي تكتسيها مختلف الأنشطة واللقاءات والمبادرات التي تقوم بها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مجال صيانة الذاكرة الوطنية وتذكير الأجيال الصاعدة بمغزى بعض المحطات البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية . يشار إلى أن تنظيم هذه الندوة الفكرية يندرج في إطار الاحتفاء بالذكرى 72 لانتفاضة 31 يناير 1944 التي اندلعت بمجموعة من مدن وقرى المغرب تأييدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال واستنكارا لحملات التقتيل والتنكيل والاعتقالات التي طالت رجالات الحركة الوطنية وعموم المواطنين المناهضين لسياسة الاستعمار. وركز المتدخلون من خلال العروض والمداخلات التي قدمت في إطار هذا الملتقى على مجموعة من المحاور من بينها "خيارات المقاومة ..السياق والتحديات" و"الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية " و"أحداث 11 يناير 1944 وانخراط المجتمع المغربي في النضال من أجل الاستقلال" و"تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال..تتويج للفكر السياسي المغربي".