تم اليوم الأربعاء بالرباط التوقيع على اتفاقية شراكة بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تهم التاريخ والذاكرة والأرشيف. وتندرج هذه الاتفاقية، التي وقعها رئيس المجلس السيد أحمد حرزني، والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في إطار تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في شقيها المتعلقين بجبر الضرر الجماعي وحفظ الأرشيف. ويلتزم الطرفان، بموجب هذه الاتفاقية، بتنظيم ندوات وملتقيات دراسية تتناول تاريخ الكفاح الوطني والمقاومة وجيش التحرير، وتعالج إشكاليات مناهج التدوين والكتابة التاريخية ورصد الإنتهاكات والتجاوزات التي طالت مجال حقوق الإنسان إبان فترة الحماية. كما ستسهر المؤسستان على تشجيع الدراسات والأبحاث حول الكفاح الوطني والمقاومة وجيش التحرير، وإعطاء أهمية خاصة لتوثيق تضحيات الوطنيين والمقاومين وأعضاء جيش التحرير و"رصد الانتهاكات الحقوقية التي تعرضوا لها". وتهم الاتفاقية أيضا دعم وتشجيع إنتاج أعمال فكرية وأدبية وفنية تعرف بفصول وقيم ملحمة الاستقلال والوحدة ومبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تبادل المنشورات ونسخ الوثائق التاريخية المرتبطة بالمقاومة وجيش التحرير ومجال حقوق الإنسان التي تتوفر عليها كلتا المؤسستين. وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد حرزني أن هذه الاتفاقية تشكل محطة أساسية وواعدة للتعاون بين المؤسستين من أجل حفظ الذاكرة التاريخية، مبرزا المواقف الوطنية والتحريرية التي تميز بها الجيل الأول من أعضاء المقاومة وجيش التحرير. وأضاف السيد حرزني أنه، من خلال العلاقة بين المجلس والمندوبية والمؤسسات الأخرى مثل الجامعة، سوف يتم تكثيف المجهودات الرامية إلى الكشف عن مزيد من المعطيات والمعلومات عن التاريخ المعاصر للمغرب. وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك معطيات لم يتم جمعها من التاريخ المعاصر للمغرب كي تروج وتتداول داخل المجتمع، معتبرا أنه ينبغي إحياء الذاكرة بمنظور لا يميز أحداثا وشخصيات عن أخرى طبقا لمبدإ وحدة الرؤية وترابط مختلف مراحل تاريخ المغرب. من جهته، أبرز السيد الكثيري أن هذه المبادرة "غير المسبوقة" تستجيب لتطلعات وانتظارات كل غيور على الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وحقوق الانسان، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تندرج في سياق حفظ الذاكرة التاريخية الجماعية للمقاومة وجيش التحرير والوطن. واعتبر السيد الكثيري أن هذه الاتفاقية تشكل محطة أساسية وواعدة لمزيد من العمل المشترك بين المؤسستين من أجل حفظ الذاكرة التاريخية والمزيد من النبش في زواياها وخباياها، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود بغية الإحاطة أكثر بهذه الذاكرة التاريخية كي لا تبقى مغمورة في بعض ثناياها. وبعدما ذكر بعدد من المحطات التاريخية للمقاومة وجيش التحرير، أبرز السيد الكثيري أن المندوبية، انطلاقا من وعيها بأهمية المجال الحقوقي، بادرت منذ أمد غير يسير إلى تنظيم ندوات علمية للكشف عن ما تعرض له المقاومون وأعضاء جيش التحرير من أشكال الانتهاكات في السجون والمعتقلات وفي مخافر الشرطة إبان عهد الحماية. كما تناول ممثل عن مؤسسة "بريد المغرب" الكلمة خلال هذا اللقاء، فأكد أنه نظرا لكون موضوع المقاومة يكتسي أهمية بالغة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر بريد المغرب في محطات مختلفة عن انخراطه في الدينامية التي يشهدها المغرب، وأكد تفاعله مع الخطوات الجبارة التي خطاها المغرب في هذا المجال. وأبرز أنه احتفاء باليوم الوطني للمقاومة، قام بريد المغرب بإصدار طابع بريدي خاص بهذا اليوم، ليتمم سلسلة من الطوابع المخلدة لملحمة ثورة الملك والشعب والأحداث المواكبة لها كخطاب طنجة التاريخي سنتي 1987 و1997، وحصول المغرب على الاستقلال. وأشار إلى أن بريد المغرب قام، في نفس الإطار، بإنجاز خاتم خاص باليوم الوطني للمقاومة تخليدا لهذه الذكرى المجيدة. إثر ذلك سلم السيد الكثيري درع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لرئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان السيد أحمد حرزني.