استضافت مدينة طنجة، اليوم الأربعاء، ورشة حول تقنية التلقيح الاصطناعي للماعز والأغنام نظمها المعهد الوطني للبحث الزراعي. وتروم الورشة، المنظمة تحت شعار “تقنية التلقيح الاصطناعي للمجترات الصغيرة : أداة لدعم برامج تحسين وحفظ السلالات الوطنية”، أن تشكل فضاء لتبادل الخبرات والتجارب والمكتسبات حول تقنية التلقيح الاصطناعي للأغنام والماعز، وإطلاق تفكير مشترك حول اعتمادها من طرف مربي الماشية. وأبرز مدير المركز الجهوي للبحث الزراعي، معاذ الشنتوف، في كلمة بالمناسبة، أهمية قطاع المجترات الصغيرة بالمغرب في إحداث الثروة ومناصب الشغل بالعالم القروي وتجذره المجتمعي، إلى جانب مساهمته القوية في تموين الحاجات الوطنية من اللحوم الحمراء. وأشار إلى أن المغرب يتوفر على قطيع مهم من المجترات الصغيرة يقدر ب 20 مليون رأس من الأغنام و 6,6 مليون رأس من الماعز، معتبرا أنه “قطاع ذو أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة، ويتمركز في مناطق يصعب فيها تنوع النشاط الزراعي، كما يساهم بأكثر من 40 في المائة في الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء”. وسجل أن “الأمر يتعلق بقطاع مهيكل ومنظم بشكل جيد بفضل الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، كما يستفيد من عقد برنامج وقعته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والذي يهدف إلى تحسين جميع عناصر سلسلة الإنتاج. وأفاد السيد الشنتوف بأن البرامج البحثية للمعهد الوطني للبحث الزراعي ركزت على تكنولوجيا التلقيح الاصطناعي في منطقتي إنتاج رئيسيتين، وهما طنجة – تطوان – الحسيمة بالنسبة للماعز ومنطقة الدارالبيضاء – سطات بالنسبة للأغنام. وكشف عن أن هذه البرامج مكنت من تطوير تكنولوجيات متأقلمة مع السلالات المغربية بما يمكن من استعمالها من طرف المربين. من جانبه، اعتبر المدير الجهوي للفلاحة بطنجة – تطوان – الحسيمة، عادل بنور، أن التلقيح الصناعي يتطور بشكل مطرد كما يشكل رافعة حقيقية وينطوي على مؤهلات كبيرة فيما يخص تطور التقنية. بخصوص البحوث، أكد على أن الجهة تعتبر رائدة على المستوى الوطني في مجال تطوير قطاع تربية الماعز منذ التسعينات، مبرزا التقدم المسجل على مستوى تطوير سلسلة الماعز. وأشار إلى أن المديرية الجهوية للفلاحة، وعيا منها بأهمية تقنية التلقيح الصناعي في مجال تسريع برامج انتقاء ونشر المنتجات الجينية، عملت بدعم مع كافة المتدخلين على وضع مشاريع ذات صلة لفائدة المربين بالمنطقة. وسجل أنه ما زال يتعين بذل مزيد من الجهود، خاصة في مجال تحديد والحفاظ على السلالات المحلية من الماعز والأغنام، وأيضا تسريع برامج الانتقاء والتوزيع الجيني لأفضل السلالات. وحسب المنظمين، يتكون القطيع الوطني من المجترات الصغيرة من سلالات محلية متأقلمة بشكل كامل مع الظروف المحلية، كما يكتسي أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة، إذ يضم أزيد من 800 ألف من المربين، يوجدون في مناطق يصعب تنويع النشاط الفلاحي فيها.