يستحيل فهم سبب اختيار شارع فاس لتشييد سوق “البلاصا الجديدة” دون العودة إلى دسائس الحرب الأهلية الإسبانية في طنجة و الصراع الفرنسي الإسباني في مدينتنا. بعد انتهاء المواجهة المسلحة في الجارة الشمالية بفوز الانقلابيين، سعى ممثل نظام فرانكو في تطوان، خوان لويس بيغبيدير، إلى تعزيز نفوذ نظام الجنرال الدموي في عاصمة البوغاز عبر مجموعة من المشاريع العقارية، إذ تظهر بعض الوثائق السرية أن بيغبيدير حصل على معلومات استخباراتية تتحدث عن رغبة الفرنسيين في تشييد سوق في المنطقة الفرنسية (البوليفار حاليا). لإفشال هذا المشروع طالب ممثل فرانكو في المغرب رؤساءه بالتدخل أمام رجل الأعمال الإسباني، خوان مارتش، لخفض سعر البقعة الأرضية المتواجدة في شارع فاس، لإنشاء السوق و رفع قيمة القطع الأرضية المجاورة و التي كانت في ملكية مواطنين إسبان. هنا لا تنتهي غرابة هذه القصة. بعيدا عن السوق و الصراع الفرنسي الإسباني وجب الحديث أيضا عن رجل الأعمال الإسباني، خوان مارتش (صاحب البقعة الأرضية)، الذي كان حينها واحداً من أغنى رجالات إسبانيا و مؤسس البنك الذي يحمل اسمه. هذا الرجل الغريب المغامر فهم منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى أن تهريب التبغ كان حينذاك أيسر الطرق للتحول إلى أثرى رجل في إسبانيا و من أجل ذلك بذل قصارى جهده للحصول على مباركة الفرنسيين و ترخيصهم للظفر باحتكار هذا القطاع في المغرب و في منطقة طنجة الدولية. مارتش دعم أيضا فرانكو في الحرب الأهلية و قدم رشاوى للضباط الإسبان لثنيهم عن التحالف مع هتلر. قربه من اليمين الإسباني لم يمنعه من جهة أخرى عن بيع الأسلحة للبطل عبد الكريم الخطابي و للشريف الريسوني. سجلوا هذه المعلومات كي لا تضيع.