أبرز خبراء مغاربة وأجانب، اليوم الخميس بطنجة، أن السياحة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضي إلى أن تضطلع بدور رافعة التنمية السوسيو-اقتصادية ودعم قيم السلام والتلاقي والتآخي والتسامح والتضامن بين الشعوب ونبذ الخلافات على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي مداخلات لهم بمناسبة انعقاد النسخة الثانية من اليوم المتوسطي للسياحة، الذي ينظمه المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، اعتبر الخبراء أنه مع تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب على المستوى العالمي، فإن دور السياحة يبقى أساسيا كمحفز للتنمية الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى كحاضن للقيم الثقافية والتعايش والتضامن والمحافظة على البيئة والهوية الأصيلة لحوض البحر الأبيض المتوسط. وأكد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، مصطفى بوستة، في كلمة بالمناسبة، أن فعالية اليوم المتوسطي للسياحة تهدف إلى دعم تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الشركات والمقاولات والمؤسسات المتوسطية العاملة في قطاع السياحة، مشيرا إلى أن الحجم المهم للاستثمارات في قطاع السياحة على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة يدل على الاهتمام المتزايد للقطاعين العام والخاص في تطوير هذا القطاع الاقتصادي والاجتماعي الحيوي. واعتبر السيد بوستة أن مواضيع النقاش على مستوى هذه الفعالية لها راهنية خاصة وتشكل في الوقت ذاته محور اهتمامات مهنيي قطاع السياحة بالمنطقة، من قبيل "السياحة والمحيط الطبيعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، و"آليات الابتكار المطبقة على مستوى البحر الابيض المتوسط" و"الرحلات البحرية المنظمة بحوض البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا إلى أن جهة طنجةتطوانالحسيمة، التي تتوفر على كل المؤهلات الضرورية لتحقيق الطفرة السياحية النوعية، مدعوة إلى ابتكار وخلق فرص جديدة للاستفادة بالكامل من إمكاناتها الهائلة والمتنوعة وجذب الاهتمام إليها كوجهة "مرجعية" في مجال السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والرحلات البحرية المنظمة. من جانبها، استعرضت نادية السنوسي، الإطار بالمكتب الوطني المغربي للسياحة، الإمكانات التي تزخر بها المنطقة الشمالية من المملكة خاصة على مستوى السياحة الشاطئية والثقافية والمرتبطة بمجال الأعمال، مؤكدة على ضرورة تشجيع السياحة "المسؤولة" التي تفرض احترام البيئة والهوية الحضارية والثقافية الأصيلة. وأكد القنصل العام لإسبانيا بطنجة، أرتورو ريغ تابيا، أن السياحة، إضافة إلى بعدها الاقتصادي المهم، يجب أن تصبح أيضا مجالا له حمولة إنسانية بدعمها لمبادئ حرية التنقل واكتشاف الثقافات الأخرى، مع احترام قيم التعايش والتسامح، للاستفادة من تنوع الثقافات والتقاليد التي تزخر بها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن مدينة البوغاز تشكل شهادة قوية على التعايش الثقافي والديني والإنساني الناجح في كل تجلياته. وأبرز رئيس المجلس الإداري للشركة المغربية للهندسة السياحية، عماد برقاد، أن حوض البحر الأبيض المتوسط يعد واحدا من الجهات العالمية الأكثر ملاءمة لتطور المنتوج السياحي الشاطئي والثقافي وكذا المنتوج السياحي المرتبط بمجال الأعمال والرحلات البحرية المنظمة، مستعرضا بدوره المقومات السياحية الغنية والمتنوعة التي تتوفر عليها جهة طنجةتطوانالحسيمة، ما يجعلها جهة تنافسية ودينامية على المستويين الوطني والجهوي. وبدوره أكد المدير العام لمدرسة التنظيم الصناعي، التابعة لوزارة الصناعة والطاقة والسياحة بإسبانيا، فرناندو بايون، على الدور الذي تضطلع بها السياحة في تعزيز التلاقح الثقافي وتعزيز التضامن وضمان الاستقرار في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مشددا على ضرورة دعم التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط من أجل أن يتبوأ قطاع السياحة المكانة البارزة والضرورية في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحفاظ على الموقع الجذاب للبحر الأبيض المتوسط على الساحة العالمية. وأبرز المتدخلون، في نفس السياق، أن تنمية السياحة تقتضي الاستغلال السليم للموارد الطبيعية التي تزخر بها كل دولة متوسطية على حدة، وتطوير الهندسة السياحية وتعزيز الاستثمارات ودعم المشاريع الموجهة لتثمين البعد البيئي في مجال السياحة، مع ضرورة تشجيع الابتكار في مجال الحكامة الجهوية ومجال التكنولوجيا المرتبطة بقطاع السياحة، وفن الطبخ وجذب استثمارات ملائمة لخصوصيات المجال السياحي المتوسطي. وشكلت هذه الفعالية، المنظمة بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة والفيدرالية الوطنية للسياحة والمدرسة التنظيم الصناعي بمدريد والمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، مناسبة لفعاليات الصناعة السياحية من القطاعين الخاص والعام الذين يمثلون مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط لتبادل التجارب والبحث عن شراكات مناسبة ومجدية للطرفين.