احتضنت مدينة طنجة، اليوم السبت، لقاء تواصليا جمع بين مهنيين مغاربة وإسبان لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال السياحة بين ضفتي المتوسط. ويهدف هذا اللقاء، الذي شارك فيه ممثلون عن المنظمة العالمية للسياحة وخبراء دوليون في مجال الصناعة السياحية على المستويين المهني والأكاديمي ومنعشون سياحيون مغاربة وأجانب، إلى تعزيز موقع السياحة الجهوية في المشهد الاقتصادي الوطني، وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين المؤسسات العاملة في قطاع السياحة على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، ودعم الاستراتيجية الوطنية للسياحة في إطار رؤية 2020. وقال رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوان مصطفى بوستة، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يتطلع إلى بحث كل السبل الممكنة لتعزيز التعاون بين مهنيي القطاع السياحي بالمملكتين، وعرض التجارب الناجحة في البلدين على مستوى الاستقطاب السياحي والخدمات، وكذلك على مستوى التكوين والتدبير السياحي، معتبرا أن البلدين راكما خبرات مهمة يمكن أن تفيد في تعزيز الموقع السياحي للمغرب وإسبانيا في محيطهما الإقليمي المتوسطي. وأضاف أن المناسبة تشكل أيضا فرصة للتفكير، بشكل جماعي بين مهنيي القطاع السياحي في المغرب وإسبانيا، في آفاق السياحة بالمنطقة المتوسطية، باعتبار دور السياحة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي ومواجهة الأزمات الاقتصادية، وفي خلق فرص الشغل والحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي والعادات والتقاليد المشتركة لدول المنطقة. وفي نفس السياق، قال فرناندو بايون، ممثل وزارة الصناعة والطاقة والسياحة بإسبانيا، إن المغرب كما إسبانيا مدعوان إلى الاستفادة أكثر من موقعهما الجغرافي ومؤهلاتهما الطبيعية والثقافية والحضارية لتعزيز حضورهما في الخريطة السياحية الدولية والإقليمية، خاصة وأن 40 بالمائة من التدفق السياحي العالمي تحتضنه منطقة المتوسط، مبرزا أن المغرب وإسبانيا يمتلكان كل مقومات النجاح السياحي على مستوى البنيات السياحية، وكذا على مستوى العنصر البشري المؤهل، إضافة إلى الخبرة الميدانية التي راكماها لعقود من الزمن، والتي جعلت من قطاع السياحة في البلدين محركا اقتصاديا أساسيا. وأكد أن المغرب وإسبانيا يتطلعان معا لربح رهان التنمية المستديمة، والتي يشكل قطاع السياحة إحدى دعائمها الأساسية ليس فقط على مستوى الربح الاقتصادي بل وأيضا على مستوى المحافظة على الموارد الطبيعية وتثمينها والتعريف بموروثهما الحضاري المشترك، مضيفا أن البلدين مدعوان معا لوضع استراتيجيات مشتركة وآليات عمل لتكوين العنصر البشري وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في إطار من التكامل. وناقش المشاركون في هذا اليوم التواصلي أربعة محاور تهم "الحكامة والتجديد في التدبير السياحي" و"السياحة المستدامة" و"التعاون السياحي على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط" و"الشراكة في المجال السياحي بين القطاعين العام والخاص". وفي نفس الإطار تم مساء أمس الجمعة منح جائزة ابن بطوطة للسياحة، التي يشرف عليها المجلس الجهوي للسياحي بجهة طنجةتطوان، لكل من المعهد العالي للسياحة بطنجة ومعهد السياحة بمدريد لدورهما في مجال التكوين والتوجيه وتحسين الخدمات السياحية وتجاوبهما مع الطلب السياحي المتعلق بالموارد البشرية.