افتتح ملتقى "موفيميد" حول السينما السياحية دورته الثانية، اليوم الخميس بورزازات، بحضور ما يقارب 300 من مهنيي قطاعات السياحة والسينما والثقافة من البلدان الشريكة في هذا المشروع والممثلة بواسطة الهيئات السياحية، ولجان الفيلم، وكذا شركات الإنتاج و مهنيي هذه القطاعات. وفي افتتاح هذا الملتقى، الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام، عبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد خالد الناصري، عن الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذه التظاهرة الدولية التي تأتي تتويجا لعلاقات الشراكة المثمرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وذلك في سياق الأوراش الكبرى التي تعيش على إيقاعها المملكة. وأبرز السيد الناصري أن تنظيم هذا الملتقى في ورزازات يعد فرصة للعمل المشترك وإقامة علاقات شراكة مثمرة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وبناء جسور للتواصل بين قطاعي السينما و السياحة اللذين يعرفان دينامية متميزة في عدد من بلدان حوض المتوسط. من جهته أبرز عامل إقليمورزازات، السيد عبد السلام بيكرات، أهمية انعقاد هذا الملتقي الذي يوفر فضاء لتبادل التجارب و الخبرات، ويساهم في إقامة علاقات شراكة بين مهني قطاعي السياحة والسينما، فضلا عن تشجيع التعاون في مجال التكوين. وأضاف أن هذه التظاهرة تكتسي أهمية بالغة، ليس فقط بالنسبة لمكانة المغرب عل وجه العموم، وكذا مكانة ورزازات التي أضحت تسمى بهوليود إفريقيا، بل أيضا لكونها تعزز الدينامية التي تتمحور حولها تدخلات عدد من الفاعلين و الشركاء الذين أصبحوا مطالبين بالتعبئة من أجل العمل سويا في إطار برامج يشرف عليها عدد من المتدخلين المعنيين بقطاعي السياحة و السمعي البصري في الفضاء المتوسطي. من جانبه عبر السيد جورج انطون، المبعوث الخاص لغرفة التجارة والصناعة بمرسيليا بروفانس، الجهة التي أشرفت على تنظيم الدورة الأولى لملتقى موفيميد (20 يناير2010)، عن مشاطرته لهذا الرأي، وذلك من خلال تشديده على أهمية أهداف هذا المشروع التي تتمثل أساسا في إعطاء رؤية واضحة حول إمكانيات تصوير الأفلام الأجنبية في أفق خلق هوية متوسطية عبر إنجاز مشاريع إنتاج مشترك تزاوج بين السينما و السياحة. فيما شدد باقي المتدخلون على أهمية تنظيم هذا الملتقى بمدينة ورزازات، وذلك بالنظر لما تتوفر عليه المدينة و منطقة الجنوب الشرقي بشكل عام من مؤهلات استثنائية ، لاسيما من حيث بنيات الاستقبال و تنوع المناظر الطبيعية و غنى الموروث التاريخي و الثقافي وحفاوة أهلها. و"مشروع موفيميد" عبارة عن شبكة أورو-متوسطية تضم فاعلين خواص وعموميين في قطاعي السياحة والإنتاج السمعي البصري بست دول مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، هي المغرب ومصر وتونس ولبنان، بالإضافة إلى فرنسا وإسبانيا. وتشكل "لقاءات موفيميد" فرصة للقاء بين الفاعلين والمستثمرين الخواص والعموميين لصياغة رؤى مشتركة حول آفاق النهوض بالصناعة السينمائية، والمهن السمعية البصرية في علاقتها بالنشاط السياحي على مستوى الحوض المتوسطي. كما تحظى "لقاءات موفيميد" بدعم من غرف التجارة والصناعة بكل من مدينة مالقة الاسبانية، وتونس العاصمة ولبنان، إضافة إلى دعم شركاء آخرين من مصر والمغرب ومن فرنسا في مقدمتهم عمالة إقليمورزازات، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس - ماسة درعة، ولجنة الفيلم بورزازات، و"أتو فرانس"، ولجنة السينما بمدينة مارسيليا الفرنسية، و"فيلم فرانس" وغيرها من الهيئات الأخرى. ويرى الشركاء في "لقاءات موفيميد" أن الإنتاج السمعي البصري يخلق عائدات اقتصادية هامة، لاسيما في المجالين السياحي والإعلامي بمختلف تفرعاته، وبالتالي فهو يشكل رافعة حقيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يعتبر المشاركون في هذه اللقاءات أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط تتوفر على موارد طبيعية وبشرية وتقنية كبيرة، إلا أن الشركاء ليس لديهم رؤية موحدة حول كيفية استثمارها على الوجه الأمثل. ومن ثم فإن "مشروع موفيميد" الذي تتولى قيادته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لمدينة مارسيليا الفرنسية، يروم بلورة تصور متكامل حول الوضعية الحالية لهذه الموارد، وتمكين المنتجين ولجان الفيلم في الدول المتوسطية من عقد لقاءات تتيح إمكانية الوصول إلى تكوين أفضل للتصورات الكفيلة بتحقيق المصالح المشتركة للدول الشريكة، وذلك من خلال عقد لقاءات مع الفاعلين في المجال السياحي.