– متابعة: فيما يتلقى قطاع السياحة لعدد من البلدان العالمية، بين الفينة والأخرى، ضربات موجهة جراء سلسلة من الاعتداءات الإرهابية المتتالية، كان لثلة من الخبراء المغاربة والأجانب ، وجهات نظر تحث على جعل السياحة وسيلة لنشر قيام التسامح والتلاقح الحضري، بحسب ما تم تداوله اليوم الخميس، ضمن لقاء في مدينة طنجة. وفي مداخلات لهم بمناسبة انعقاد النسخة الثانية من اليوم المتوسطي للسياحة، الذي ينظمه المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، اعتبر الخبراء أنه مع تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب على المستوى العالمي، فإن دور السياحة يبقى أساسيا كمحفز للتنمية الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى كحاضن للقيم الثقافية والتعايش والتضامن والمحافظة على البيئة والهوية الأصيلة لحوض البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا الإطار، أكد القنصل العام لإسبانيا بطنجة، "أرتورو ريغ تابيا"، أن السياحة، إضافة إلى بعدها الاقتصادي المهم، يجب أن تصبح أيضا مجالا له حمولة إنسانية بدعمها لمبادئ حرية التنقل واكتشاف الثقافات الأخرى، مع احترام قيم التعايش والتسامح، للاستفادة من تنوع الثقافات والتقاليد التي تزخر بها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأشار القنصل الإسباني، إلى أن مدينة طنجة تشكل شهادة قوية على التعايش الثقافي والديني والإنساني الناجح في كل تجلياته. وبدوره أكد المدير العام لمدرسة التنظيم الصناعي، التابعة لوزارة الصناعة والطاقة والسياحة بإسبانيا، "فرناندو بايون"، على الدور الذي تضطلع بها السياحة في تعزيز التلاقح الثقافي وتعزيز التضامن وضمان الاستقرار في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وشدد على ضرورة دعم التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط من أجل أن يتبوأ قطاع السياحة المكانة البارزة والضرورية في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحفاظ على الموقع الجذاب للبحر الأبيض المتوسط على الساحة العالمية. "محمد بوستة"، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، أبرز خلال مداخلته، أن جهة طنجةتطوانالحسيمة، التي تتوفر على كل المؤهلات الضرورية لتحقيق الطفرة السياحية النوعية، مدعوة إلى ابتكار وخلق فرص جديدة للاستفادة بالكامل من إمكاناتها الهائلة والمتنوعة وجذب الاهتمام إليها كوجهة "مرجعية" في مجال السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والرحلات البحرية المنظمة. وفي نفس الإطار، استعرضت "نادية السنوسي"، الإطار بالمكتب الوطني المغربي للسياحة، الإمكانات التي تزخر بها المنطقة الشمالية من المملكة خاصة على مستوى السياحة الشاطئية والثقافية والمرتبطة بمجال الأعمال، مؤكدة على ضرورة تشجيع السياحة "المسؤولة" التي تفرض احترام البيئة والهوية الحضارية والثقافية الأصيلة. باقي المداخلات خلال هذا اللقاء، أبرزت أن تنمية السياحة تقتضي الاستغلال السليم للموارد الطبيعية التي تزخر بها كل دولة متوسطية على حدة، وتطوير الهندسة السياحية وتعزيز الاستثمارات ودعم المشاريع الموجهة لتثمين البعد البيئي في مجال السياحة، مع ضرورة تشجيع الابتكار في مجال الحكامة الجهوية ومجال التكنولوجيا المرتبطة بقطاع السياحة، وفن الطبخ وجذب استثمارات ملائمة لخصوصيات المجال السياحي المتوسطي. وشكلت هذه الفعالية، المنظمة بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة والفيدرالية الوطنية للسياحة والمدرسة التنظيم الصناعي بمدريد والمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، مناسبة لفعاليات الصناعة السياحية من القطاعين الخاص والعام الذين يمثلون مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط لتبادل التجارب والبحث عن شراكات مناسبة ومجدية للطرفين.