أبرز منتدى دولي، نظمته وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، اليوم الجمعة بطنجة، مكانة المنارات التاريخية في تأمين الملاحة وحفظ الذاكرة البحرية. ويهدف المنتدى، المنظم على هامش الدورة الأولى من الأيام الدولية لموانئ الترفيه المتوسطية بشراكة مع الرابطة الدولية للتشوير البحري، إلى تبادل وتقاسم التجارب بين الخبراء المغاربة والأجانب حول البعد التاريخي والثقافي للمنارات كذاكرة تاريخية للملاحة البحرية، إلى جانب تدارس سبل الحفاظ على هذا الموروث وتثمينه. وتمحورت أشغال اللقاء حول جلستين تطرقتا إلى "منارات المغرب، مكان للذاكرة ومرجع تاريخي في خدمة الملاحة البحرية"، و"نماذج حفظ وتدبير المنارات وتجارب تثمينها"، عبر عرض التجارب الفرنسية والإسبانية في المجال. وفي كلمة خلال افتتاح المنتدى، قال مدير الموانئ والملك العمومي البحري لحسن آيت إبراهيم، إن هذه المنارات، التي شكلت على مدى عقود أضواء لإرشاد السفن وضمان سلامة الملاحة على طول سواحل المملكة، أصبحت اليوم مكانا لحفظ الذاكرة البحرية الملاحية المغربية. وأضاف أن هذه المنارات، التي تمتاز بتنوع هندستها وخصوصياتها الجمالية ، تعتبر شاهدة على التجليات الثقافية للمناطق التي تحتضنها، مبرزا أن هذه البنايات ذات المعمار الفريد ساهمت في طبع الذاكرة الجماعية للعديد من الأسر التي تقطن بجوارها. وأعلن عن إصدار دليل بهذه المناسبة يضم أزيد من 20 منارة تاريخية بالمغرب، ابتداء من تشييد منارة "كاب سبارطيل" بطنجة (عام 1864) إلى غاية افتتاح منارة بوجدور (عام 1956). من جانبه، أشاد الكاتب العام للرابطة الدولية للتشوير البحري، فرانسيس زاكاريا، بالتعاون الوثيق للرابطة مع المملكة المغربية ، والذي يعود إلى عام 1958، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المغرب كان من أوائل البلدان التي انخرطت في هذه المؤسسة الدولية. وتم بهذه المناسبة التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء والرابطة الدولية للتشوير البحري بخصوص احتضان المغرب في شهر فبراير المقبل بمدينة مراكش للنسخة الثانية من الندوة الدبلوماسية الأولية الرامية إلى تحويل الرابطة إلى منظمة حكومية دولية. كما تم، على هامش المنتدى، تنظيم معرض بقلب منارة "كاب سبارطيل"حول المنارات التاريخية ، والذي يستعرض مجموعة من المجسمات والصور التي تبرز مختلف أوجه واستعمالات هذه المنشآت البحرية، مع التركيز على منارة كوردوان الفرنسية الشهيرة.