كتبت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية، في عددها الصادر نهاية الأسبوع الجاري، أن مدينة طنجة جذبت العديد من الكتاب الأجانب ذوي السمعة الدولية مثل بول بولز وويليام بوروز وشخصيات أدبية أخرى. وأبرزت الصحيفة، الموجهة لأوساط الأعمال في قسمها المخصص للسفر والسياحة، أن المدينة شكلت مصدر إلهام لأعمال أدبية كبرى أغنت وميزت الثقافة العالمية. وأضافت أن كتابا من جميع أنحاء العالم أقاموا في طنجة وساهموا في إشعاعها الثقافي، مفتونين بسحرها وأزقتها وتنوعها الثقافي وأصالة المدينة العتيقة الواقعة قرب سوق "سوكو" الصغير، حيث كان المثقفون يضربون مواعيدهم. وأوضحت أن بعض الكتاب المشهورين الذين سحرتهم طنجة عادوا لزيارة المدينة مرارا وتكرارا، في حين قرر آخرون الاستقرار فيها. ففي هذه المدينة ألف الكاتب الأمريكي بول بولز روايته "السماء الواقية" التي تم إنتاجها سينمائيا من قبل المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي. ومثلت طنجة مدينة أحلام بالنسبة لهذا الكاتب والمؤلف الموسيقي الذي استقر فيها عام 1947، وعاش هناك حتى وفاته في عام 1999. كما شكلت طنجة مصدر إلهام لكاتب أمريكي آخر هو ويليام بوروز الذي كتب فيها روايته الشهيرة "الغذاء العاري"، حسب الصحيفة التي أشارت إلى أن المجموعة الأسطورة "رولينج ستونز" استقرت بطنجة التي تم اختيارها لتصوير كليب. واعتبر كاتب المقال طنجة أيضا مدينة غرائبية وعالمية تختلط فيها العديد من الثقافات المتوسطية، في حين تنمو مدينة طنجة جديدة بسرعة مع الحفاظ في الآن ذاته على الحبل السري الرابط مع ماضيها. كما توجد في هذه المدينة بنية تحتية فندقية هامة يتواصل تعزيزها في السنوات الأخيرة، لتقوي المزايا السياحية لمدينة المضيق وجاذبيتها، حسب صحيفة "فاينانشال تايمز". واعتبر المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، أن الإنجازات التي تحققت في مجال البنيات التحتية في شمال المغرب تروم الارتقاء بالمنطقة وبث دينامية جديدة فيها، حيث ستتعزز القدرة الفندقية مع قرب تدشين خمسة فنادق كبيرة. وكانت مجموعة من الصحفيين البريطانيين زارت مؤخرا مدينة طنجة في إطار زيارة نظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة كجزء من جهوده الرامية إلى الترويج لوجهة المغرب، خاصة لشمال المملكة. وفي السنة الماضية، زار أكثر من 626 ألف سائح بريطاني المغرب. ويطمح المكتب الوطني المغربي للسياحة لجلب مليون سائح بريطاني في السنتين أو الثلاث سنوات القادمة.