غادر منير الرماش، بارون المخدرات السابق الشهير، أمس الخميس سجن "العرجات" بمدينة سلا الذي قضى به آخر سنوات عقوبة 21 سنة التي أدين بها من طرف محكمة الجنايات بتهم الاتجار الدولي في المخدرات، واحتجاز شخص ضدا على القانون واستعمال ناقلة ذات محرك. وحظي ملف الرماش بمتابعة إعلامية مهمة بالنظر إلى طبيعة التهم الموجهة إليه وإلى المتابعين معه في الملف ذاته من دركيين وأمنيين وجمركيين، حيث تم اعتقاله منذ سنة 2003. وغادر الرماش سجن العرجات على الساعة السابعة من صباح اليوم الخميس 15 غشت 2024، وهو في عمر يناهز 51 سنة. وسبق أن أدانت المحكمة الرماش بالإضافة إلى العقوبة السجنية بغرامة ثقيلة لفائدة إدارة الجمارك وصل مبلغها إلى 3 مليارات و350 مليون سنتيم. وتحول الشاب التطواني الخجول هذا، منير الرماش، من مجرد بائع ل "الديطاي" في أحد الأسواق الشعبية الحمامة البيضاء، إلى أحد الأثرياء الذي تمكن في ظرف وجيز في جمع ثروة هائلة جناها من تجارة المخدرات، حيث كان يوصف ب "بابلو إسكوبار" افريقيا. وانقلبت حياة الشاب (البالغ حاليا 51 سنة)، رأسا على عقب سنة 2033، وبالضبط حين اندلعت مواجهة عنيفة بالأسلحة النارية بين عصابتين، عجل بسقوط عدد من كبار بارونات التهريب الدولي للمخدرات، أبرزهم الرماش، الذي بدوره جر معه قضاة وعناصر درك وأمن وجمارك. المواجهة وقعت تماما كما يحدث بين "كارتيلات" المخدرات في أميركا اللاتينية من استعمال مكثف للنيران، ومطاردة بين السيارات، وملاحقة لبعض المهاجمين، قبل مداهمة مستشفى للبحث عن بعض الجرحى قصد تصفيتهم. وقد أضيفت عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافدا، إلى عقوبة 20سنة سجنا التي قضت بها محكمة الجنايات بتهم الاتجار الدولي في المخدرات، واحتجاز شخص ضدا على القانون واستعمال ناقلة ذات محرك. كما أن العقوبات الصادرة في حق بارون المخدرات الرماش لم تقتصر على قضائه عقدين من الزمن داخل أسوار السجن، بل أمرت المحكمة أيضا بغرامة ثقيلة لفائدة الجمارك قدرها 3 مليارات و350 مليون سنتيم.