تطوان – أصدر الباحث الطيب أجزول، عن منشورات دار الحكمة، كتابا جديدا بعنوان "تاريخ المجالس البلدية بشمال المغرب (مجالس مدينة تطوان نموذجا 1860-2023 ). ويؤرخ الكتاب، وهو من تقديم حسناء محمد داود، مختلف المراحل التي مر منها تدبير الشأن المحلي، وإنشاء المجالس البلدية والقروية بشمال المغرب على مدى أكثر من قرن ونصف. وقد ركز العمل على المجالس البلدية لمدينة تطوان التي تعاقب عليها 29 رئيسا وأكثر من 400 عضو جماعي. والكتاب، الذي يقع في 509 صفحة من القطع المتوسط يتناول المراحل التي تعرف خلال فترة ما قبل الحماية بخطة الحسبة في تسيير مختلف الشؤون المحلية للمدن و "الجماعة" في القبائل، باعتبارها أهم مؤسسة لتدبير شؤون القبيلة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ويكشف الباحث أيضا في كتابه الجديد عن تأسيس أول مجلس لمدينة تطوان إثر الاحتلال الإسباني الأول لتطوان سنة 1860. كما يرصد الكتاب خلال عهد الحماية تأسيس المجالس البلدية والقروية بمنطقة الشمال، بتطوان والعرائش والقصر الكبير وأصيلة وشفشاون والحسيمة والناظور وتارجيست والجبهة والمضيق، ويركز بالخصوص على صدور ظهير 6 ماي 1931 الذي اعتبر أكبر مكسب للحركة الوطنية في شمال المغرب، لأنه أقر مبدأ الانتخابات البلدية الحرة لأول مرة في مرحلة الحماية. ويعرف المؤلف بالمجالس البلدية والقروية بعد الاستقلال، ويعرض مراحل تطور التنظيم الاجتماعي، والتقسيم الإداري للمملكة انطلاقا من سنة 1959، وهي السنة التي وضعت فيها اللبنات الأولى للامركزية، وصولا الى تنزيل مقتضيات دستور 2011، وصدور نظام جماعي سنة 2015، يمنح اختصاصات واسعة للمجالس المنتخبة ويعطي لرئيسها السلطة التنفيذية، ويجعل الإدارة الجماعية تحت تصرفهم. كما يعرف الباحث بجميع الاستحقاقات الجماعية التي عرفها المغرب ما بين 1960 و2023، إضافة الى تضمنه تفاصيل إضافية جديدة عن جميع المجالس البلدية لمدينة تطوان، خلال الحماية وبعدها. ويجد القارئ والباحثون المتخصصون، وأعضاء مجالس الجماعات وعموم المهتمين، في الكتاب مصدرا غنيا للاطلاع على تطور القوانين الجماعية، ومختلف المحطات الانتخابية وتجارب العمل الجماعي، وتطوره أثناء الحماية وبعدها.