تواصل إسبانيا مسيرة تعزيز العلاقات مع المغرب بعد الأزمة الدبلوماسية التي تسببت في استقبال إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو قبل 15 شهرًا. وعقد وزير الشؤون الخارجية الإسباني ، خوسيه مانويل الباريس ، اجتماعا مع نظيره المغربي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث اتفقا على إجراءات تعاون جديدة. وحسب جريدة "إلموندو"، فقد أعلن الباريس أن البلدين يعملان حتى يبدأ اعتبارًا من يناير "مرور البضائع عبر المراكز الجمركية البرية". وهذه إحدى الاتفاقات التي توصل إليها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع الملك محمد السادس بعد التوقيع على الإعلان المشترك الذي أقرت فيه إسبانيا "بأهمية مسألة الصحراء بالنسبة للمغرب". وأغلق المغرب في مارس 2020 حركة البضائع عبر الجمارك بسبب الوباء. بعد عام ، لم تقم بإعادة تنشيط هذه التجارة التي تشتد الحاجة إليها لسبتة ومليلية بسبب الأزمة التي فتحتها جبهة البوليساريو. من ناحية أخرى ، أكد الوزير أن البلدين يعملان من أجل "اجتماع رفيع المستوى" ، وهو لقاء بين المغرب وإسبانيا لم ينعقد منذ عام 2015 ، وأنهما يأملان في السماح لهما "بالتقييم ومواصلة التقدم. معا ". بالإضافة إلى كل هذا ، أرادت إسبانيا أن تعطي مثالا آخر على التزامها تجاه المغرب "بالمساهمة في التنمية الاقتصادية لجارتنا في الجنوب" حسب قول الباريس. وهكذا ، في التصريحات التي أعقبت الاجتماع ، أصدر إعلانا ثالثا: "مشروع صندوق النهوض بالتنمية بقيمة 20 مليون أورو ، وهو الأول منذ 20 عاما في المغرب ، لمنح قروض متناهية الصغر لصالح إدماج الشباب. والمرأة في النظام الإنتاجي ". وأضاف: "لقد عرضنا أيضًا التعاون من خلال المساعدة الفنية في قطاع السكك الحديدية وفي قطاع المياه والصرف الصحي والملوحة لإنشاء أنظمة متكاملة على نطاق وطني مثل تلك الموجودة في إسبانيا". أراد ألباريس أيضًا تقييم مراقبة الهجرة ، وهي إحدى القضايا التي تؤثر على العلاقات الدبلوماسية في البلدين. وقال "هناك بيانات تظهر التعاون الممتاز". وقال "الأرقام تراجعت بنسبة 20٪ خلال الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بالعام السابق". في العام الماضي ، قطعت العلاقات بين إسبانيا والمغرب وزاد تدفق الهجرة والضغط على إسبانيا. أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بنيويورك، أن المغرب، وبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتعامل مع إسبانيا "كشريك وحليف موثوق"، مبرزا أن البلدين سيشتغلان بروح إيجابية وطموح، حتى تكون هذه العلاقات الثنائية مشهودا لها بالقوة. وأوضح السيد بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع نظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن "تعليمات جلالة الملك واضحة: المغرب يتعامل مع إسبانيا كشريك وحليف موثوق وسنشتغل بروح إيجابية لتنفيذ كل الالتزامات وبطموح حدده جلالة الملك ورئيس الحكومة الاسبانية، حتى تكون هذه العلاقات مشهودا لها بالقوة". وتابع بالقول "سنحقق نتائج جد إيجابية في المستقبل"، مسجلا أن العلاقات بين الرباط ومدريد، كما أكد على ذلك جلالة الملك، دخلت في مرحلة جديدة وغير مسبوقة، قائمة على الاحترام المتبادل والطموح القوي، فضلا عن تنفيذ الالتزامات المشتركة لخدمة مصالح البلدين ولخدمة الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشار الوزير، كذلك، إلى أن المباحثات مع نظيره الإسباني شكلت فرصة للاطلاع على ما تحقق بموجب البيان المشترك الذي تم اعتماده عقب المباحثات التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، والاستقبال الذي خصه به جلالة الملك في أبريل الماضي. وقال السيد بوريطة، في هذا الإطار، "وجدنا أن العديد من الأمور المتضمنة في هذا البيان قد تحققت"، مضيفا أن فرق العمل اجتمعت أربع مرات ويرتقب أن تعقد اجتماعين آخرين الشهر المقبل. وأبرز السيد بوريطة، من جانب آخر، دينامية تبادل الزيارات بين وزراء البلدين، تتمحور حول عدد من القطاعات الاستراتيجية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اللجنة العليا المشتركة قبل متم السنة الجارية، مسجلا أن هذا الاجتماع سيشكل مرحلة هامة ضمن دينامية العلاقات المغربية الإسبانية. يذكر أن المباحثات بين السيدين بوريطة وألباريس، المنعقدة على هامش الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جرت على الخصوص بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، والسفير المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية، فؤاد يازوغ، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال.