أجرى الملك محمد السادس محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وفق ما أعلن عنه بيان للديوان الملكي، الخميس. وجدد الملك خلال هذه المحادثة، التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية، معلنا على أن "الشراكة بين البلدين أضحت تندرج في إطار مرحلة جديدة، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق". وجاء في بيان الديوان الملكي أن "مختلف الوزراء والمسؤولين في البلدين مدعوون إلى تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق طموحة وتغطي جميع قطاعات الشراكة، تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك". وخلال هذه المحادثة، وجه الملك دعوة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للقيام بزيارة للمغرب "في الأيام القليلة القادمة ". وينتظر أن تشهد العاصمة المغربية الرباط، الجمعة، لقاء بين وزير الخارجية ناصر بوريطة ونظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، سيكون الأول من نوعه بعد إعلان إسبانيا، قبل أسبوعين أنها تدعم مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، وتأكيد حكومة بيدرو سانشيز تدشين "مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب". ويتوقع أن يشكل اللقاء المنتظر بين بوريطة وألباريس فرصة لوضع خريطة طريق لمستقبل العلاقات بين البلدين، عبر مناقشة سبل إعادة إحيائها وبدء صفحة جديدة بعد الوصول إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة التي استمرت منذ إبريل جراء استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، وما تبع ذلك في ماي الماضي من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة إلى مدينة سبتةالمحتلة، قبل أن يستدعي المغرب سفيرته في إسبانيا، كريمة بن يعيش، للتشاور. وبعد 11 شهرا على الأزمة الحادة بين الرباطومدريد، التي اندلعت على خلفية استقبال السلطات الإسبانية لزعيم جبهة البوليساريو" ب "هوية جزائرية مزيفة" للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، أنهى إعلان مدريد دعمها مقترح الحكم الذاتي بالصحراء فصلاً من التوتر ليفسح المجال أمام التوجه نحو مرحلة جديدة تقطع مع الخلافات السابقة. وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك محمد السادس،قبل أسبوعين أنه "يدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة إلى المغرب"، واعتباراً لذلك، تعتبر بلاده أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمت سنة 2007 هي "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية" لحل ملف الصحراء. وهو ما كرره وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي قال أمام الصحافيين في برشلونة، الجمعة الماضي: "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع بين الرباط وجبهة البوليساريو".