افتتحت مساء الاثنين قاعة سينما التاريخية "ألكازار" الواقعة بالمدينة العتيقة لطنجة بعد أشغال تأهيل وتثمين مكنت من استعادة جمالية هذه المعلمة الفنية. وتقع سينما "ألكازار"، التي افتتحت بحضور الكاتب العام لولاية طنجة الحبيب العلمي والمدير الجهوي للثقافة كمال بنليمون وعدد من المسؤولين والفاعلين الثقافيين، على بعد عشرات الأمتار من ساحة 9 أبريل (السوق البراني)، بمحاذاة شارع إيطاليا المنطلق من باب الفحص إلى مدخل باب القصبة. وشملت أشغال التهيئة والتأهيل ترميم البناية والواجهة وقاعة العرض الأساسية واقتناء معدات حديثة لعرض الأفلام، إلى جانب تخصيص مكان لعرض الآلات السينمائية العتيقة، وملصقات أهم الاشرطة العالمية التي عرضت بالقاعة. وأبرزت مزيبرة هاجر، مهندسة مكلفة بمشروع تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة بوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أن الوكالة قامت، بمعية مختلف الشركاء خاصة ولاية الجهة، بإعادة إحياء وتثمين سينما ألكازار باعتبارها معلمة تاريخية جد مهمة، مبرزة أن هذا المشروع يندرج ضمن برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة. وأضافت المسؤولة، في تصريح صحفي، أن الكلفة الاجمالية للمشروع بلغت 8 ملايين درهم، حيث تم ترميم البناية وتزويدها بتقنيات جد حديثة في مجال عرض الصورة والصوت، موضحة أن المشروع يروم "جذب المشاهدين من مدينة طنجة إلى الفن السابع وتحويل القاعة إلى سينما الحي خاصة بشباب المدينة العتيقة لطنجة". من جانبها، اعتبرت سعاد الرحموني، رئيسة جمعية "طنجة أفلام" المسيرة لهذه القاعة، أن سينما ألكازار عادت للحياة بفضل جهود مجموعة من الفاعلين، في مقدمتهم ولاية الجهة ووزارة الثقافة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وجماعة طنجة، حيث تظافرت هذه الجهود لإخراج القاعة في أبهى حلة، بل عادت أجمل من السابق. وتابعت أنه من "خلال برنامج تثقيفي وتربوي واجتماعي متكامل، ستعمل الجمعية على استعادة الجمهور للقاعة، مع التركيز على صغار السن من الأطفال والشباب من أجل تمكينهم من ولوج عالم السينما وتنمية وعيهم بالصورة وإعطائهم الحس الفني عبر السينما"، مبرزة أن الجمعية "تعتزم أيضا تخصيص برمجة للسينما الدولية والعربية والمغربية، بهدف استعادة مكانة القاعة كمركز إشعاع سينمائي بطنجة والمنطقة". وأشارت إلى أن "سينما ألكازار قد تعتبر قاعة صغيرة في الواقع، لكن مكانتها أكبر من حجمها، إذ تحتفظ في مخيلة وذاكرة ساكنة طنجة وكل الناس الذين عاشوا ومروا من المدينة بمكان ساحر، لهذا كلنا حماس من أجل إعادة الألق لهذه المعلمة". وتعتبر سينما ألكازار، التي افتتحت في العقد الثاني من القرن الماضي، واحدة من بين 3 اولى قاعات سينمائية بطنجة، ويتعلق الأمر ب "فوكس" و"كابيتول"، حيث كانت هذه القاعات تشكل مدارس وجامعات سينمائية بالإضافة إلى كونها قاعات سينمائية.