تمكن أخيرا حزب العدالة والتنمية من إنهاء الجدل والصراع الدائر منذ إعلان النتائج النهائية للانتخابات الجماعية بتطوان التي بوأته الصدارة بفارق سبع مقاعد عن خصمه العنيد التجمع الوطني للأحرار، واستطاع تدخل " عبد الإله بنكيران " بشكل مباشر في موضوع التحالفات من حسم الموضوع لفائدة " إدعمار " رغم أن كل المعطيات والأخبار التي كانت ترد شمال بوست بخصوص الموضوع تشير إلى قرب عودة " الطالبي العلمي " لرئاسة حضرية تطوان بعد غياب طال ست سنوات، واستطاعته إقناع أحزاب المعارضة الحكومية بالدخول في تحالف يقطع الطريق على " إدعمار " في ولاية جديدة. متتبعون لموضوع التحالفات يرون أن رضوخ الطالبي العلمي لزعيم العدالة والتنمية " عبد الإله بنكيران " وتخليه عن صراعه لنيل حضرية تطوان، جاء نتيجة الإغراءات التي يمكن أن تكون قد وضعت على طاولة التفاوض بشأن منح منصب سامي سواء داخل المغرب أو خارجه للطالبي العلمي خصوصا وأن الولاية التشريعية للبرلمان والحكومة لم يتبقى لها سوى سنة واحدة، مع احتمال عدم تمكن الطالبي العلمي من البقاء على كرسي رئاسة البرلمان. من جانب آخر فإن مسألة تخلي الطالبي العلمي عن الترشح لرئاسة حضرية تطوان، مرتبط كذلك بمسألة التحالفات على مستوى الجهات والتي راهن التجمع الوطني للأحرار على الفوز بأهمها تبقى أكبر من مكانة " الطالبي العلمي " داخل الحزب ومرتبطة برهانات زعماء آخرين من حجم رئيس الحزب صلاح الدين مزوار ووزير الفلاحة والصيد البحري " عزيز أخنوش " الذي دفع في اتجاه منح رئاسة جهة سوس ماسة لإبراهيم حافظي عن حزب التجمع الوطني للأحرار التي كان " بنكيران " يهدد بالتحالف لمنحها لمرشح التقدم والاشتراكية، وذلك مقابل تنازل الطالبي العلمي عن الترشح لحضرية تطوان لفائدة العدالة والتنمية وهم ما تم بالفعل. ذات المصادر أكدت أن النزول القوي لرئيس الحكومة ودخوله على الخط في مسألة التحالفات بتطوان كان مؤشرا على قرب ضياع حضرية تطوان من أيدي العدالة والتنمية واستشعارهم خطر نجاح الطالبي العلمي في تحالفه الذي أعلن عنه سابقا، بالإضافة إلى أن هذا التدخل القوي والمباشر من طرف زعيم العدالة والتنمية جاء بسبب المكانة التي يحظى بها " إدعمار " لدى حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي للحزب، وهو ما لم يفعله بنكيران في مدينة القصر الكبير التي تشير المعطيات إلى كونها خرجت من يد حزب العدالة والتنمية لفائدة تحالف يقوده حزب الحركة الشعبية. تبقى الساعات المقبلة الوحيدة والكفيلة بمعرفة حيثيات التحالف وكيفية اقتسام الكعكة بين أطراف التحالف بعد صدور بلاغ رسمي في الموضوع، وانتظار مرور أشهر عدة لمعرفة نصيب الطالبي العلمي من الإغراءات الممنوحة التي جعلته يتخلى عن صراعه حول حضرية تطوان لفائدة غريمه " إدعمار "