مر ما يناهز ثمانية أشهر عن مرور الاستحقاقات الانتخابية "8 شتنبر" من السنة الماضية، وهي الفترة التي أفرزت انتخاب ابنة مدينة أصيلة المحامية "قلوب فيطح" كبرلمانية عن جهة طنجةتطوانالحسيمة في اطار "الكوطا" المخصصة للنساء بقبة البرلمان. قلوب فيطح المحامية التي لا يعرفها أحد قبل الانتخابات، حظيت بدعم وثقة من طرف وزير الخارجية السابق "محمد بن عيسى"، الذي يترأس جماعة أصيلة لأزيد من أربعين سنة، خصوصا وأنه اختار الترشح لأول مرة بإسم حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما كان يترشح لمدة تفوق 25 سنة كمستقل، حيث قام بتزكيتها لدى المكتب السياسي لحزب "وهبي". ان المتتبع للشأن السياسي، سوف يتفق أن فيطح تبصم عن أداء سياسي متميز، خصوصا وأنها لأول مرة تترشح في العملية الانتخابية. فيطح تعرف "من أين تأكل الكتف"، وتعرف جدا كيف تسوق نفسها، سواء من خلال اللجنة التي تتواجد فيها بقبة البرلمان، فهي دائمة الحضور والنقاش وطرح بعض المبادرات، كما انها تحضر دائما لدورات مجلس النواب، بل سبق لها وان قدمت مداخلات باسم الأغلبية الحكومية خلال الدورة الشهرية التي يتم مسائلة فيها رئيس الحكومة. هذا التواجد والحيوية تتضح من خلال الأسئلة الكتابية والشفوية التي تطرح على وزراء حكومة الأغلبية، حيث دائما ما تروج في بعض المنابر الإعلامية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن هل فعلا تترافع عن الاشكالات الحقيقية والجوهرية التي تعاني منها ساكنة أصيلة؟ أم أن ترافعها عن أصيلة يغطي اللثام عن الاشكالات الحقيقية التي تعاني منها ساكنة أصيلة؟ فيطح فعلا طرحت أسئلة عن التكوين المهني وعن استمرار اغلاق دور الشباب وعن بطالة الشباب، لكن كل هذه الأسئلة الشفوية والكتابية، هي معرض تساؤل ساكنة ونشطاء مدينة أصيلة، حيث أن الترافع عن هذه الاشكالات بشبكات التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية تسبق دائما تدخلات البرلمانية المحترمة. بالمقابل نتساءل لماذا لا يتم الترافع عن الأولويات المتمثلة في الدفاع عن حق مستخدمي المخدرات، الهروين خصوصا، في العلاج الفوري على غرار باقي المدن المجاورة، خصوصا انها تنتمي لنفس الحزب السياسي الذي تنتمي له الأغلبية المسيرة لجماعة أصيلة وللمحلس الإقليمي بطنجةأصيلة والأغلبية المساهمة في تسيير مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، كما أنها لم تجرأ على فتح ملف البناء العشوائي بالمدينة، وملف الصحة العمومية وبنياتها التحتية وحق ولوج القاصرين المتعاطين للمخدرات للعلاج بالمستشفيات العمومية، وعن ملاعب القرب وبوابة الموت "الميناء" وما يعرفه من خروقات، وعن أحد المصانع بأصيلة المتخصصة في "الألمنيوم" وأين تفرغ تلك المواد السامة؟، وغيرها من الملفات الحقيقية التي تعتبر أولوية حقيقية لساكنة المدينة التي تطمح للشغل أولا، ولولج الخدمات الصحية والتعليمية ثانيا بطريقة تحفظ كرامتهم. فهل تكذب قلوب قراءتنا وتمتلك جرأة كافية للنبش اولا في الملفات الحقيقية التي تدخل ضمت اختصاصاتها للترافع عليها من جهة؟ وتقوم بمواكبة ومتابعة الملفات التي سبق وأن طرحتها في قبة البرلمان من جهة ثانية. يتبع…