يعود " راشيد الطالبي العلمي" ومعه كتيبته الانتخابية مجدد لخوض الانتخابات الجماعية بتطوان، على أمل استعادة الحمامة البيضاء وإنقاذها من براثين 12 سنة من التهميش والتسيير الفاشل والعجز عن الدفع بها إلى الأمام من طرف حزب العدالة والتنمية الذي استفرد بالحكم بعد انقلاباته الشهيرة على حلفائه سواء في الولاية الأولى أو الثانية. يجمع أهل الاختصاص على أن مدينة تطوان في عهد " الطالبي العلمي" عرفت دينامية وحيوية على مختلف الأصعدة والمجالات سواء في التعمير أو البنية التحتية أو إطلاق عدد من المشاريع التجارية التي خلقت الكثير من فرص الشغل لأبناء المدينة، بحكم العلاقات المتشعبة للرجل على المستويين الوطني والجهوي وللثقة التي كان يحظى بها لدى رجال الأعمال والمقاولين والمنعشين العقاريين. يرى التجمعيون أن الفرصة باتت مواتية لإعادة الاعتبار لمدينة تطوان، بعد أن لذغ الفرقاء من السياسيون من جحر حزب العدالة والتنمية، وبات التحالف معهم أشبه بالمستحيل في ظل نقضهم للعهود والتحالفات، ومحاولتهم الهيمنة الفردية على التسيير الجماعي طيلة 12 سنة، أنتجوا معها صراعات بين الموظفين والنقابات تكريسا لسياسة فرق تسد، وأدخلوا الجماعة في مديونية لم يسبق لها مثيل في تاريخ بلدية تطوان وعجزوا حتى عن مواكبة المشاريع الكبرى والمهيكلة التي تدخل مضن البرنامج المندمج لمدينة تطوان. لا يختلف اثنان على أن حقبة " الطالبي العلمي" كرئيس لجماعة تطوان كانت من بين أفضل الفترات التي مرت على المدينة، وذلك بشهادة العديد من المتابعين للشأن المحلي، حيث ترك الرجل فائضا في ميزانية الجماعة قبل إغراقها وإنهاكها بالدجيون في فترة العدالة والتنمية، واستفاد الموظفون من تكوينات تهدف إلى تحسن جودة العمل في مختلف أقسام ومصالح الجماعة، ناهيك عن الحقوق والمكتسبات التي ناضلوا من أجلها وحصلوا عليها قبل الإجهاز عليها من طرف " إدعمار" وحاشيته. وعلى الرغم من الصورة السيئة التي حاول حزب العدالة والتنمية رسمها ل" الطالبي العلمي" لدى ساكنة تطوان طيلة الفترة السابقة، إلا أن ذلك لم يزد الرجل إلا إصرارا للمضي قدما في مشروعه للعودة مجددا لرئاسة الجماعة، وإصلاح الخراب الذي خلفه " إدعمار" وحاشيته، أملا في إعادة الاعتبار لمدينة تطوان وساكنتها من خلال مشاريع تعيد تحريك دوران العجلة الاقتصادية عبر العلاقات المتشعبة التي يملكها الرجل لدى دوائر القرار الحكومي.