نظمت جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، مساء يومي الثلاثاء و الأربعاء 19 دجنبر من الشهر الجاري، بكل من مدينتي فاس والرباط، ندوة ترافعية دفاعا عن حقوقي متعاطي المخدرات، رفعت شعار "مقاربة التقليص من المخاطر أساس الصحة العامة والتماسك الاجتماعي"، وذلك بدعم من طرف منظمة" دروسوس" السويسرية" drosos" والصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا، وبتعاون مع كل من وزارة الصحة وجمعية الوقاية من أضرار المخدرات بالمغرب فرعي فاس والرباط. السيدة" فوزية بوالزيتون " المسؤولة عن مركز التكوين في مجال التقليص من مخاطر تعاطي المخدرات، حاولت من خلال عرضها تقريب الحضور من سياسة تقليص مخاطر تعاطي المخدرات، نظرا لأهميتها في الحماية من الأمراض الفيروسية بسبب الاستهلاك بأدوات حقن مشتركة، أبرزها مرض السيدا والتهاب الكبد الوبائي "س" بالإضافة إلى داء السل. هذا وقد استرسلت فوزية تدخلها متطرقة إلى إبراز عدة الأسباب المؤدية إلى تعاطي الشباب والقاصرين للمخدرات، حيث أوضحت للحضور أنه لا يمكن للمدمن أن يتحمل إدمانه لوحده، بل هناك عدة أطراف تتحمل مسؤولية الإدمان، وبالتالي يجب على كل هذه الأطراف ان تتعاون من أجل توفير العلاج اللازم للمتعاطين. المتدخلة وبشكل صادم أكدت ان أطفالا في سن جد صغيرة أصبحوا يقدمون على تعاطي المخدرات نظرا لسهولة توفرها وهو الأمر الذي يصعب من عمل الجمعية التي لا تستطيع العمل مع القاصرين، نظرا للمسؤولية القانونية، كما أنه لا توجد مراكز علاج أو مراكز إيواء يمكن أن يتم توجيههم إليها. نفس المتدخلة قدمت أرقاما مهولة بالنسبة لمتعاطي مخدر الهيروين بجهة الشمال، حيث يبلغ عدد مستهلكي الهيروين بالقصر الكبير 200 شخصا، أغلبهم شباب مع وجود بعض النساء، كما أن نسبة المتعاطين لنفس المادة بالعرائش تصل 50 شخصا، فيما يصل العدد بمدينة أصيلة 150 شخصا، أما مدينة طنجة فالعدد كبير جدا إذ يصل إلى من 3000 شخص. و كدت المتحدثة أن هؤلاء المتعاطين كانوا ضحية لعدة عوامل تسببت في إدمانهم وهم مواطنون يحتاجون لتدخلات متعددة ومتكاملة تجمع بين الوقاية والتكفل والدعم النفسي والاجتماعي وإعادة الإدماج المهني. من جهته أكد ممثل مؤسسة محمد الخامس للتضامن السيد يوسف الرابوري، أن المؤسسة تحاول بناء المراكز طبقا للطلبات التي تلتقيها من عند الفعالين سواء المدنيين او من طرف مؤسسات الدولة. كما أكد نفس المتدخل ان يجب تكثيف الجهود من أجل حصر ظاهرة تعاطي المخدرات، خصوصا في صفوف الشباب، وفي الأخير قام بتقديم الشكر للجهة المنظمة بالمقابل أكد عدد من المتدخلين الذين يمثلون الأمن والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، وهيئات سياسية ودكاترة صيادلة، وعائلة المتعاطين ومتعاطي الهيروين، والإعلاميين، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن وفعاليات المجتمع المدني، على ضرورة تثمين الخطوة التي قامت بها جمعية حسنونة، ومحاولة إدماج هذه الفئة في المجتمع، مع جعل موضوع إدماج متعاطي المخدرات موضوعا للنقاش العمومي ومطلبا مستعجلا تجتمع حوله جل الفعاليات وأصحاب القرار