في الوقت الذي نجح فيه مركزي حسنونة وبير شيفا لطب الإدمان بطنجة في تحقيق نتائج لابأس بها مقارنة بالامكانيات المادية والبشرية المرصودة لهما، فشل نظيرهما بمدينة تطوان في الوصول إلى نصف النتائج المحصل عليها بطنجة رغم أن الامكانيات المرصودة له توازي امكانيات مركزي طنجة مجتمعين. وحسب معطيات شمال بوست فإن مركز حسنونة لطب الإدمان بطنجة يضم طبيب واحد و 3ممرضين فقط في الوقت الذي يستفيد فيه أكثر من 400 مريض من برنامج العلاج بالميثادون، بينما يضم مركز بير شيفا لطب الإدمان بطنجة 3 أطباء و8 ممرضين، ووصل عدد المرضى المستفيدين من العلاج الى أكثر من 500 مستفيذ. وفي مدينة تطوان حيث يوجد مركز واحد لطب الإدمان يوجد به 4 أطباء و9 ممرضين غير أن عدد المستفيدين من برنامج العلاج لم يتجاوز 350 مستفيد، في حين يتواصل بلائحة الانتظار تزايد أعداد المتشبثين بالأمل الذين وصلوا إلى 1960 مريض ينتظرون حقهم في العلاج. وبمقارنة بين مركز تطوان لطب الإدمان ومركزي طنجة، نجد أن تطوان رصد لها 4 أطباء و 9 ممرضين في حين رصد لطنجة التي تظم أعدادا أكبر من المرضى، 4 أطباء و11 ممرض، ورغم ذلك فإن عدد المستفيدين من العلاج بطنجة وصل إلى أكثر من 900 مستفيد في حين لم يتجاوز عدد المستفيدين بتطوان 350 مستفيد من الحق في العلاج. هذه المقارنة البسيطة في أرقام المستفيدين والمستفيدات من العلاج والأطر الطبية والصحية العاملة بكل من تطوانوطنجة تظهر بشكل واضح الفشل الذريع الذي وصل إليه مركز طب الادمان بتطوان، والذي يؤكد أغلب مرتفقيه أن جودة الخدمات العلاجية المقدمة فيه عرفت تراجعا كبيرا في المدة الأخيرة، كما يشتكي المستفيدون والمستفيدات من العلاج غياب المقاربة الحقوقية المتعارف عليها في التعامل مع مرضى الإدمان كتزايد حالات الوصم والاحتقار خاصة أن عددا من الممرضات والممرضين في طور التكوين هن من أصبحن يشرفن على عمليات إعطاء جرعات الميثادون ومقابلة المرضى بالمركز. فعاليات من المجتمع المدني بتطوان وبعد دراسة لوضعية المركز وما أصبحت تعرفه المدينة قرروا تنظيم سلسلة من الخطوات العملية للوقوف على الاختلالات التي يعرفها مركز طب الإدمان وتراجع مسؤولي الصحة بالإقليم عن التزاماتهم بخصوص إنشاء وحدات أخرى في بعض الأحياء تابعة للمركز من أجل استيعاب المرضى في لائحة الانتظار، إضافة إلى العمل بشكل مستعجل على استيعاب كل المريضات المدمنات في برنامج العلاج.