وسيم البوستاتي، الشاب الهادئ، المحبوب من لدن أصدقائه، حتى ان اقربهم إليه دخل في حالة هيستيرية يوم اخبر أنه أخذ تذكرة عكاشة مع قيادات الحراك. لا ينتمي إلى جيل الثمانينيات كما غالبية السجناء في عكاشة بل رأى النور يوم 23 ماي 1993 بإمزورن التي كانت في كل فترات الحراك مركزا للاحتجاج. شارك وانخرط مثل كل ابناء جيله في التعبير عن مطالبهم بالكرامة والعيش الكريم لكن كما يقول صديقه كان مؤمنا بان الحق في الشغل هو العماد في كل شيء. وسيم البوستاتي اليافع، الذي وصل إلى سن الرابعة والعشرين ازداد و ترعرع في مدينة إمزون. وقد كان واضحا منذ طفولته شغفه وحبه بمجال الإلكترونيات فتفوق في الميدان تماما كما تفوق في حجز مكانة في قلوب كل من ارسلوا شهاداتهم فيه. شاءت الظروف الصعبة ان لا يكمل مساره الدراسي لكن حبه للموسيقى صار مع الوقت يميل إلى الاحتراف إذ كان يعزف على الغيتار. أنشأ بمعية المعتقل كريم أمغار فرعا لاكسيل قبل أسابيع قليلة من اعتقاله… هو الابن الوحيد لأمه وهو المعيل لها ولأخته… بعدما انشأ مع كريم امغار المعتقل الآخر في عكاشة فكر في ان يخطب لكن عكاشة أنهت هذا الحلم في انتظار مستقبل اقل قساوة..