أمام قساوة الهجمة التي تشنها الأجهزة الأمنية والقوات العمومية على مختلف الوقفات والمسيرات الاحتجاجية السلمية التي تخوضها ساكنة منطقة الريف وعاصمتها الحسيمة، قرر المحتجون خوض شكل احتجاجي مختلف ليلة أمس الاربعاء التي صادفت ليلة القدر بقرع الأواني "الطنطنة" من داخل المنازل وإطفاء الأنوار في توقيت موحد ما بين صلاتي المغرب والعشاء. ونجح نشطاء الحراك في تحويل مدينة الحسيمة ومختلف البلدات الريفية مباشرة بعد مغرب أمس الاربعاء إلى جغرافية موحدة من الضجيج نتيجة لقرع الأواني احتجاجا على المقاربة القمعية التي تعاطت بها الدولة مع المطالب المشروعة لساكنة الريف، وتأكيدا على استمرار الحراك ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ ملفهم المطلبي. وتناقل رواد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عشرات الفيديوهات من مختلف أحياء الحسيمة وبلدات الريف توثق للشكل السلمي الحضاري الذي أبدعه الريفيون وأطلقوا عليه "الطنطنة"، حيث أكدت المشاهد المصورة مستوى الاحتضان الشعبي الكبير للحراك الذي يقوده النشطاء الشباب بالريف والذين اعتقل منهم حوالي 200 شخص في مقدمتهم قائد الحراك "ناصر الزفزافي". وتوعد المحتجون بتنظيم مسيرة مليونية يوم عيد الفطر، حيث دعوا الناس إلى النزول نحو الساحات وسط مدينة الحسيمة والقدوم إليها من مختلف البلدات والقرى القريبة للتأكيد على أن حراك الريف لم ولن ينتهي باعتقال قادة الحراك وأن إطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ مطالب الساكنة مسألة لا تراجع عنها. فيديو للشكل الاحتجاجي "الطنطنة" بالحسيمة