برر مسؤول مغربي اسمه عبد الله بوصوف، التعزيزات الأمنية في الحسيمة نتيجة الحراك الذي يشهده الإقليم، بأن مرد ذلك الى الطبيعة الحساسة لمدينتي سبتة ومليلية، بينما تتخوف مدريد من احتمال وقوع عمليات اقتحام من طرف المهاجرين الأفارقة للأسوار الفاصلة بين المدينتين وباقي التراب المغربي. وفي إطار اهتمامها بتطورات حراك الريف ولاسيما الحسيمة، حاورت «فرانس 24» الأمين العام للجالية المغربية في الخارج عبد الله بوصوف المعين من طرف الدولة فقال إن التعزيزات الأمنية والعسكرية في الريف ليست بالضرورة مرتبطة بما يجري هناك من حراك بل بسبب مدينتي سبتة ومليلية، حيث وقع في خطأ وصفهما بالإسبانيتين رغم مطالبة المغرب بهما. ويتولى عبد الله بوصوف تفسير وتأويل موقف الدولة الرسمية في بعض وسائل الإعلام الدولية والوطنية. ويجهل إلى أي مدى يعبر عن حقيقة الأوضاع أو أنه فقط مجرد تفسير حتى لا يقال إن القوات ستكون لمواجهة الحراك. وأثار هذا التبرير الكثير من التساؤلات حيث تلتزم الدولة المغربية الصمت المطلق في ملف السيادة على المدينتين نتيجة ميل إسبانيا للمغرب في نزاع الصحراء الغربية. في الوقت نفسه، يرى المراقبون إرسال الرباط للتعزيزات الأمنية والعسكرية الى الحسيمة القريبة من مليلية الواقعة في الشمال الشرقي، ولكنها لم ترسل إلى تطوان أو الفنيدق القريبتين من سبتة في الشمال. في الوقت ذاته، لا ينقل المغرب عادة قواته العسكرية قريبا من المدينتين ويكتفي بإرسال قوات عسكرية خفيفة لمواجهة الشغب وتفريق التظاهرات وليس القوات القتالية التي تخوض الحرب لاستعادة المدينتين. وعمليا، لم ينقل المغرب قوات عسكرية بأسلحة ثقيلة إلى ضواحي مليلية لأن من شأن ذلك التسبب في توتر مع إسبانيا. كما لو كان المغرب قد أرسل بقوات عسكرية ثقيلة، لكانت إسبانيا قد رصدتها بأقمارها الاصطناعية ووجهت تعزيزات الى المدينتين. وتبدي أوساط إسبانية قلقها من تطورات حراك الريف، إذ تعتقد أن اهتمام الأمن المغربي بما يجري في الحسيمة والناضور يقلل من حراسة الحدود بين مليلية وباقي المغرب، مما قد يستغله المهاجرون الأفارقة لاقتحام الأسوار الفاصلة بين الطرفين. ونتيجة هذا الخوف عززت إسبانيا من قواتها عند الحدود، وخاصة وحدات خاصة من الحرس المدني.