الناظور(المغرب)/ عزالدين لمريني / الأناضول- حاول أكثر من 11 ألفًا و700 مهاجر أفريقي غير شرعي التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية، شمال شرق المغرب، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية، خلال الستة الأشهر الأولى من عام 2014. ووفقا لما أوردته وكالة "ايفي" الإسبانية الرسمية، اليوم الإثنين، فقد نجح أكثر من ألف و771 مهاجرًا أفريقيًا من القفز على السياج الحديدي الشائك والتسلل إلى داخل مدينة مليلية خلال تلك الفترة. وأوضحت الوكالة أن عدد المهاجرين الأفارقة الذين حاولوا القفز على السياج الحديدي لمليلية، ازداد 5 أضعاف خلال النصف الأول من عام 2014، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، التي سجل خلالها محاولة نحو ألفين و400 مهاجر أفريقي في عملية القفز، في حين نجح 277 مهاجرًا من التسلل إلى مليلية. وأشار المصدر إلى أن ضغط المهاجرين الأفارقة على مدينة مليلية، لم يتوقف على تنفيذ عمليات الاقتحام الجماعي عبر القفز على السياج الحديدي المحيط بالمدينة، بل وصل إلى حد استعمال القوارب المطاطية، حيث وصل إلى شواطئ المدينة خلال الستة الأشهر الأولى من السنة الجارية، أكثر من 8 زوارق تحمل نحو 171 مهاجرا. في مقابل 5 زوارق وصلت إلى ذات الشواطئ خلال السنة الماضية كانت حاملة لأكثر من 77 مهاجرًا، بالإضافة إلى أربعة مهاجرين آخرين وصلوا عن طريق السباحة ليصل المجموعة إلى 81 مهاجرًا. ولم يتسن لمراسل وكالة الأناضول الحصول على تعقيب من السلطات الأمنية المغربية بخصوص الأرقام التي أعلنت عنها وكالة "ايفي" الاسبانية الرسمية. وكانت السلطات المغربية والإسبانية، قد أحبطتا، مساء السبت الماضي، محاولة اقتحام جماعي نفذها 200 مهاجر أفريقي غير نظامي، على مدينة مليلية، في حين أسفر تدخل السلطات الأمنية المغربية المكلفة بحراسة السياج الحديدي لمليلية عن إيقاف نحو 190 مهاجرًا أفريقيًا ممن حاولوا اجتياز السياج. وقد أصيب، أمس الأحد، 21 مهاجرًا أفريقيا غير شرعي، بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بغابة "كوركو" محافظة الناظور، (شمال شرقي المغرب)، نتيجة الخلاف الذي نشب بين المهاجرين الكاميرونيين والماليين حول من له الأسبقية في المشاركة في عمليات الاقتحام الجماعي، على مدينة مليلية، وفق ما قاله مصدر أمني مغربي في تصريح سابق لوكالة الأناضول. وكانت السلطات الإسبانية، قررت في وقت سابق، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديها لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، على خلفية مقتل 15 مهاجرًا بشكل غير شرعي في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية عبر سبتة ومليلية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا بإسبانيا. كما قررت الحكومة الإسبانية، أخيرًا، تخصيص أكثر من 1. 2 مليون يورو لتعزيز السياج الحديدي في مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين شمال المغرب، والخاضعتين لسيادة الدولة الاسبانية. وتتكرر بشكل دائم محاولات اقتحام المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء والمتواجدين بطريقة غير شرعية فوق الأراضي المغربية، للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية، وهي العمليات التي تتصدى لها قوات الأمن المغربية والإسبانية المرابطة على السياج الحديدي. ويعتمد المهاجرون الأفارقة، في عمليات الهجوم الجماعية على السياج الحديدي الشائك المحيط بمليلية، السلالم الخشبية التي يصنعونها من أشجار غابة "كوركو". وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية، منذ منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بحاجز ثلاثي على ارتفاع 7 أمتار، وعلى امتداد طوله 11 كلم محيطا بمليلية التي تصل مساحتها 12 كلم مربعا، بالإضافة إلى تثبيت الأسلاك الشائكة على الجزء العلوي من السياج المجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية. وترفض المملكة المغربية الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية، وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي، وتطالب الرباطمدريد بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على أمل استرجاع المدينتين. تعليق