تم اليوم الاحد 23 شتنبر 2012، انتخاب حميد شباط امينا عاما لحزب الاستقلال خلفا لعباس الفاسي، وذلك ب478 صوتا من أصل 996 صوتا مقابل 458 حصل عليها منافسه عبد الواحد الفاسي مع احتساب 36 أصواة ملغاة وغياب 24 عضو من بينهم امحمد الخليفة، ليكون الفرق بذلك بين المرشحين هو 20 صوتا.
وبانتخاب رئيس المركزية النقابية للحزب زعيما جديدا لحزب الميزان يكون هذا الاخير قد طوى صفحة التسابق نحو الامانة العامة التي بدأت قبيل المؤتمر السادس عشر وخيمت على اشغال هذا الاخير الذي لم يفلح في اختيار خلف لعباس ليستمر بذلك مسلسل التقاطبات بين حميد شباط زعيم الجناح النقابي للحزب وعبد الواحد الفاسي، نجل علال الفاسي الزعيم التاريخي للتنظيم، وذلك على خلفية الاتهامات المتبادلة بينهما والتي وصلت إلى مستوى القذف في بعض الاوقات.
فبينما يقول عبد الواحد الفاسي أن من يدعي أن الحزب هو حزب عائلة الفاسي خاطئ، ويقر أنه حزب لكل المغاربة، وليس لأهل فاس فقط، يتشبت حميد شباط بالقول أن زمن آل الفاسي قد انتهى ويجب وضع حد لسيطرة هذه العائلة على الحزب والاحتكام للديمقراطية في اختيار الامين العام... وحاول شباط الاستفادة من وضعه كقيادي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وكذا الدعم الكبير الذي يتلقاه من فئة كبيرة للقطاع الشبابي والنسائي للحزب، وذلك للتأثير على الناخبين وهو ما قال بشأنه عبد الواحد الفاسي أن أول عمل سيقوم به إذا فاز بالأمانة العامة هو وضع كل واحد في مكانه الحقيقي وحجمه الأصلي، ومن أهم الأشياء الملحة والتي سيبدأ بها هو "وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالمنظمات التابعة للحزب وأهمها الشبيبة (منظمة الشباب)، فلا بد من برنامج لتوضيح ما لها وما عليها، ووضع الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها، إذ هناك مجموعة من الانحرافات لا بد من وضع حد لها، ولا يمكن أن نسمح بوجود حزب داخل حزب. من الأمور الأخرى التي علي الاهتمام بها إعادة هيكلة الحزب خاصة على الصعيد الجهوي."
كما ان الفاسي صرح انه لن يتدخل مطلقا في الجناح النقابي للحزب، وأن "حميد شباط زعيم نقابي، ويستحق أن يقود الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، لكن عليه معرفة حدوده مستقبلا، وألا يتدخل في أمور الحزب ويبقى في إطار نشاطه النقابي"...
وعن سؤال حول ما إذا فاز شباط بالامانة العامة قال عبد الواحد الفاسي "سينسحب عدد من «الإخوان» وعدد آخر سيجمدون نشاطهم، لتبقى مجموعة أخرى بعيوبها وشوائبها. إذن لن يبقى حزب الاستقلال الذي نعرفه، وإذا أريد لحزب الاستقلال الاندثار فستستعمل كل الوسائل لنجاح شباط."
تلك إذن بعض الإشارات التي قد تساهم في توضيح الاتجاه العام المقبل لحزب الميزان، ويبقى السؤال المطروح الآن هو إلى أي حد سيبقى شباط وفيا لالتزاماته التي عبر عنها ؟ وهل سيتحقق سيناريو عبد الواحد الفاسي ولو استدعى ذلك الخروج عن التنظيم والعصف بوحدة الحزب بسلوك نهج من سبقوه من المعارضين داخل سليل حزب الميزان: الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ليتكون لنا بذلك إلى جانب العائلة الاتحادية عائلة استقلالية..