هاجم علي المرابط، في مقال مدفوع الأجر، مراسيم البيعة والولاء، واعتبرها نوعا من الاستعباد، والحالة هذه فإن علي الرابط نفسه يخضع لهذا المنطق مع فرق أساسي هو أنه يقدم ولاءه لجهات أجنبية مقابل المال، إذ قرر طواعية أن يشتغل لفائدة مخابرات أجنبية وظفته كورقة لابتزاز المغرب سياسيا، وهو بذلك أكثر من العبد، ويعرف العميل كما يعرف من يوظفونه أن طقوس البيعة في المغرب هي جزء من الحياة السياسية، تجسد العلاقة التي تجمع الملك بشعبه، وهي أيضا تعبير عن الشخصية المغربية، وعن هويته التي تتأسس على مجموعة من المبادئ، لن يفهم كنهها المرابط الذي يمتلئ قلبه حقدا وضغينة على كل ما هو مغربي.
إن الحديث عن طقوس البيعة وخصوصياتها تتطلب مهتمين يعرفون في مثل هذه الطقوس وليس شخص يعاني مرض الفصام، ويعتقد أن كل المغاربة حمقى وهو العاقل الوحيد في هذا البلد، ومن هنا يبدو كل الكلام الذي قاله لمرابط في لحظة "تبول لا إرادي" سفسطة بلا جدوى، مادامت لا تتأسس على أي منطق فلسفي اللهم منطق المرابط الذي يعشق المال والنساء أكثر من عشقه لنفسه.
يبدو المرابط وهو يلبس جبة المعارض السياسي مثل مهرج في سيرك للأطفال، حيث أن كل الأقنعة التي يستعيرها تجعله لا يرى المجتمع الذي يعيش فيه، والذي تغير كثيرا، بل حتى الطقوس المخزنية التي تظل من الممارسات المرعية، تم تعديلها لتتلاءم مع العصر الذي نعيش فيه، لكن حقد المرابط وحجم الضغينة التي يحملها في قلبه، تجعله يعيش في برج عاجي لا يرى من خلاله إلا نفسه، كما يرى بقية عباد الله مجرد أقزام يحتاجون إلى وصاية المرابط وأولياء نعمته.
ما جاء في مقال علي المرابط حول البيعة، هو تعبير عن وجهة نظر غير بريئة، وظفها المرابط لتصفية حساباته، لكنه نسي أن البيعة هي ما يربط الملك بشعبه، وهي عنوان التلاحم والتجانس بين القمة والقاعدة، وتعبير عن استمرار الدولة المغربية التي يسعى من يوظفون المرابط وأمثاله إلى تقويضها إرضاء لنزواتهم الخاصة.
لكن كما يقول المثل المغربي "القافلة تسير وأمثال المرابط ينبحون ويصيحون.. عفوا والكلاب تنبح".