شعب بريس – متابعة التجأ "محمد س" و هو نادل بسيط، متزوج و له ابنان، فقير و محتاج، إلى إحدى البرامج الإذاعية الخاصة، لتوجيه ندائه إلى المستمعين يخاطب ودهم و يستعطفهم كي يمدوا له يد العون و المساعدة، من اجل شراء الأدوية لزوجته المصابة بمرض السرطان.
استجاب البرنامج لطلب محمد، و وجه ندائه إلى المحسنين و ذوي القلوب الرحيمة، ترك رقم هاتفه للمستمعين عسى أن يجد رحيما ينقذ زوجته و قلب محسن يرق لحاله و يسعفه في توفير مبلغ الأدوية، الذي لم يستطع إلا توفير 8 ألاف درهم ظلت غير كافية، فتكلفة الدواء حسب تقييم صيدليي.
و ذات صباح تلقى محمد مكالمة هاتفية من احد الأشخاص، اخبره انه مستعد لمساعدته في شراء باقي الأدوية، و ذلك عبر منحه شيكا بنكيا بقيمة 50 ألف درهم المطلوبة، لم يصدق "محمد" ما سمعت أذناه، فاعتبر أن يدا منحت إليه من السماء، فسارع إلى ملاقاة المتصل به و فقا للموعد، فتوجها معا إلى الصيدلية فاقتنى له جميع الأدوية مقابل شيك بنكي يحمل المبلغ نفسه، و طالب "المحسن" من الصيدلي أن يترك الأدوية عنده و الشيك حتى يتأكد من وجود مبلغ الشيك في رصيده البنكي، و سلم له محمد بدوره مبلغ 8 ألاف درهم التي بحوزته اجل إضافتها إلى المبلغ المتبرع به، و غادرا الصيدلية معا، على أن يلتقيا يوم الأربعاء 30 ماي الماضي أمام نفس الصيدلية و في نفس التوقيت، حتى يتمكن محمد من الحصول على أدوية زوجته.
و في اليوم الموعود، انتظر محمد كثيرا أمام الصيدلية قدوم "المحسن" فبادر إلى الاتصال به فوجد هاتفه مغلقا، استفسر الصيدلي عن مصير الأدوية فأجابه بان الشيك الذي سلمه له مرافقه لا يتوفر صاحبه على أية مؤونة مالية، فتأكد "محمد" ان "المحسن"محتال و كان ضحية عصابة إجرامية متخصصة في النصب و الاحتيال عبر شيكات بدون رصيد.
و بعد حضور عناصر الشرطة إلى عين المكان، حيث روى لهم الصيدلي و محمد تفاصيل الحكاية و بعد تنقيط صاحب الشيك لدى الدائرة الأمنية، تبين أن الآمر يتعلق ب "عبد الصمد.ش" من مواليد 1971، عازب و يقطن بالحي الحسني ببرشيد و هو مبحوث عنه بموجب برقيات على الصعيد الوطني بموجب إصدار شيكات بدون رصيد.