انتقد المحلل السياسي رشيد لزرق، الطريقة التي يدير بها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني المشاورات الهادفة إلى تشكيل النسخة الثانية من حكومته، خاصة وأن العثماني صرح أول أمس الاحد أن اقتراحات "بروفايلات" والكفاءات لشغل مناصب وزارية لن يكون من خارج الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي. وأضاف لزرق، أن العثماني بهذا المنطق يحكم على نسخة حكومته المقبلة بالفشل، لأنه لم ينفتح على كفاءات أخرى قادرة على اعطاء نفس جديد للتركيبة الحكومية الحالية وتنفيذ خطط التنمية.
وشدد المحلل السياسي على أن المغرب يزخر بالكفاءات القادرة على مواجهة التحديات ورفع الطموحات، لكن يبدو أن رئيس الحكومة له رأي أخر بتركيزه فقط على منتسبين لأحزاب التحالف الحكومي.
ويرى لزرق، أن العثماني كان يهدف من وراء إجراء المشاورات مع كل طرف على حدة، إفراغ مدلول الكفاءة في التعديل الحكومي من محتواه وتركيزه على استبدال اسماء باقتراحات اخرى من نفس الحزب.
لكن اللحظة تستوجب الحسم، و من الواجب اعتماد منطق الكفاءات والقطع مع نهج المحاصصة الآلية، لأن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش كان واضحا، وشدد على كون مشاريع المرحلة الجديدة تتطلب نخبا جديدة من الكفاءات في مختلف مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية، وهذا يفرض على القيادات الحزبية الجهر بالحقيقة، بعدما تم تخريب الأحزاب التي كانت تضم فئة هامة من الطاقات التي تم تحويلها إلى بطاقات عضوية، باسم ثقافة "الكولسة" التنظيمية وساد منطق العملة الرديئة.
وخلص المحلل السياسي إلى القول إن إنجاح المرحلة الجديدة يستوجب تضافر جهود الكل و فسح المجال للفعالية وإعطاء فرصة الإصلاح للكفاءات المستقلة التي تتمتع بخبرة في السياسة و فن تسيير القطاعات العمومية، والاعتماد عليها، و بالتالي فإن من شروط نجاح التعديل الحكومي ضرورة العمل برؤية تغلب المصلحة الوطنية على النعرة الحزبية.