منذ أسابيع وجبهة البوليساريو تعيش حراكا عنيفا لم يسبق لها أن رأت مثيلا له، وتتطور الأمور يوما بعد أخر إلى الأسوأ، بعد التدخل العنيف الذي شنته عناصر ما يسمى ب"الدرك" وقوات القمع في حق المتظاهرين المطالبين بحرية التنقيل بين المخيمات ومنها إلى موريتانيا. واندلعت أمس الأحد بمخيمات تندوف صدامات قوية بين محتجين والأجهزة الأمنية القمعية التابعة لجبهة البوليساريو التي حاولت تفريق المحتجين الذين تجمهروا على مستوى الطريق المؤدي إلى الرابوني.
وأقدمت جبهة البوليساريو على الدفع بتعزيزات أمنية مكونة من أزيد من أربعين مركبة وكذا أربع ناقلات من الحجم الكبير تابعة للدرك للطريق المؤدية للرابوني، المكان الذي كان يتجمهر فيه العشرات من الأشخاص وأرباب الشاحنات احتجاجا على القيود المفروضة على تنقلاتهم، والارتفاع المهول في أسعار البنزين، حيث رفض المحتجون إخلاء المكان إلى حين تحقيق مطالبهم.
وخلفت الصدامات عددا من الجرحى من بينهم شاب أجهز عليه عناصر "الدرك" بالضرب ما أسفر عن إصابته على مستوى الوجه والفم، عندما حاول سلك الطريق المؤدية في إتجاه الرابوني. ومن المنتظر أن تستمر الاحتجاجات اليوم الاثنين 29 ابريل، إذ توعد المتظاهرون قيادة الجبهة الانفصالية بمزيد من التصعيد حتى تحقيق جميع المطالب.