تحولت مخميات تندوف إلى مرجل يغلي تحت قدر قد ينفجر في القريب العاجل في وجه قيادة جبهة البوليساريو، وأبانت الجبهة عن روح ستالينية في التصدي للاحتجاجات، التي أعقبت تورط أعضاء من "البوليساريو" في هروب محجوبة محمد حمدي الدف إلى إسبانيا علما أن عائلتها منعتها من العودة إلى هذا البلد، بعد زيارتها للمخيمات في يوليوز الماضي، للالتحاق بعائلة إسبانية. فبعد هذه العملية تجمع حوالي 400 شخص، أغلبهم من عائلات سجناء سجن "ذهبية"، يوم الرابع من الشهر الجاري ابتداءً من الساعة الثامنة والنصف، أمام "المقر العام" للبوليساريو في الرابوني مهددين بالقيام بمسيرة إلى مقر "الكتابة العامة" للبوليساريو إذا لم يتم إطلاق سراح ذويهم مما حدا بإنزال فيلق تابع للمنطقة السادسة الذي قام بتفريق المتظاهرين باستعمال الغازات المسيلة للدموع وإطلاق عيارات نارية في الهواء.
لكن احتجاجات الشباب وخصوصا المنضوين تحت لواء شباب التغيير لم يستسلموا للعنف الممارس من قبل قيادة البوليساريو حيث قامت مجموعة من الغاضبين مستعملين 3 سيارات باقتحام مقر "الكتابة العامة"، مما حدا بأفراد الدرك إلى استعمال أسلحتهم.
وعاد الشباب للتجمهر من جديد في اليوم ذاته، وتكونت مجموعة المحتجين من حوالي 200 شخص، من بينهم نساء أمام مقر الكتابة العامة مطالبين بإطلاق ذويهم المعتقلين.
ولم تجد قيادة البوليساريو، المؤتمرة بأوامر الجيش الجزائري، من وسيلة لتفادي هذا الإحراج الاجتماعي سوى تجميع كل الأجانب الذين يعملون في ذات المخيمات حماية لهم وذلك بمقر البروتوكول للبوليساريو في الرابوني.
وفي سياق الاحتجاجات المتصاعدة قام حوالي 50 فردا من قبلية الرگيبات لبيهات بتنظيم تجمهر يوم الثاني من الشهر الجاري، وذلك أمام مقر الكتابة العامة للبوليساريو بالرابوني. وكرد فعل على ذلك اعتقلت مليشيات البوليساريو 48 شخصا وأودعتهم في سجن ذهبية، وفي نفس الإطار منعت القوات العسكرية يوم الثالث من الشهر الجاري مجموعة من الصحراويين من دخول منزل صالح شيخ علي، الكائن بالدائرة "الحكونية" في مخيم أوسرد، حيث كان أعضاء من قبيلة رگيبات لبيهات سيجتمعون في نفس اليوم وفي إطار هذه الاحتجاجات تجمهرت مجموعة من الشباب أمام مقر "ولاية أوسرد" حيث نددوا باعتقال أبنائهم وأصدقائهم كما استعملوا الحجارة وضربوا زين محمد سيد أحمد الكاتب العام "لاتحاد شباب الساقية الحمراء وريودى أورو"، مما جعله يهرب من ذلك المكان، مخلفا وراءه سيارة كان قد لحق بها أضرار.
وكجواب على هذه الأحداث قام عبد القادر الطالب، الوزير الأول للجمهورية الافتراضية، بعقد اجتماع أمني وأعطى أوامر صارمة بمنع كل التجمعات وإبعاد كل الأجانب حتى لا يشاهدوا هذه الاحتجاجات.